مشاكل داخل الملعب
لا يقتصر دور الاتحاد السعودي لكرة القدم على تنظيم اللعبة وجدولتها وإدارة المسابقات بلجانها المتعددة، بل يمتد إلى البحث في المستقبل وقراءة المشكلات وتوقعاتها قبل حدوثها ورسم خطوات تتفادى الوقوع فيها، وإنارة الطريق نحو مستقبل أفضل للعبة في البلاد والاهتمام بكل تفاصيلها ومحبيها من ممارسين ومهتمين.
.. ونحن نودع موسم 2016، هناك بعض الملامح التي قد تفصح عن المستقبل، هناك بعض الجروح التي قد تزيد ويصبح الخلل أكبر مما لو تم تحويطها الآن بالعلاج، وكل ذلك من أجل مستقبل أفضل للعبة والأندية وقبلهم للمنتخبات السعودية.
.. تحدثت في مقال سابق عن بعض الأخطاء التي تخص الأندية في بنيتها الإدارية، وفي مقال تلاه عن بعض المشكلات في بطولات الموسم السعودي من حيث العدد والطريقة، وأريد أن أتحدث اليوم داخل الملعب، عن المشكلات التي يمكن قراءتها في الملعب ويمكن أن تحدث خللا في المستقبل.
أولى هذه المشكلات، هو اعتماد أندية المحترفين على التدوير فيما بينها، فأصبح كثير من اللاعبين يتنقلون بين الأندية كل موسم، ويظهر هذا بوضوح في أندية الوسط والمؤخرة، ما يعني أن تصعيد مواهب جديدة أصبح حدثا نادرا، والأمر ذاته في الأندية الكبيرة لسبب آخر وهو أن أغلب المواهب الصاعدة فيها مشغولة بالدوري الأولمبي. باستثناء فهد المولد وبصاص وعبدالفتاح، الصاعدين قبل أربعة مواسم، لا تسجل الكرة السعودية لاعبين صاعدين حقيقيين، واللاعب إذا لم يبرز في مطلع العشرين فإن الشكوك تحوم حول تألقه لاحقا، على سبيل المثال ماجد عبد الله حقق لقب الهداف أول مرة وهو في الثامنة عشرة وفهد المهلل حاز اللقب وهو ابن الحادية والعشرين، وسامي الجابر ضمن مقعدا أساسيا في الهلال وهو ابن التاسعة عشرة وكذلك محمد نور. تلك مشكلة حلها أن يوضع حد أعلى للصفقات المحلية في الموسم لإجبار الأندية على التصعيد، والحد من التدوير، ومنح الأندية التي يشارك فيها لاعبون صاعدون من الفرق السنية أموالا أكثر عن البقية، والأخيرة ليست من أفكاري، بل من مشروع يان التطويري للكرة السعودية.
مشكلة ثانية تعاني منها الفرق السعودية، وهي قلة المواهب في مركزين مهمين، هما رأس الحربة، وحراسة المرمى، الأول بسبب غزو الأجانب للمركز والثاني بسبب عدم الاهتمام بالمركز أصلا من الأندية بدءا من الدرجات الدنيا، وقبل أن أكتب، راجعت قائمة مدربي الحراس في الفرق السنية فوجدت أغلبهم مدربين سعوديين أو عربا لا يحملون سجلات مهنية جيدة، ومن الطبعي بعد ذاك أن تكون المخرجات كذاك. وفي ذلك اقترح أن يمنع الاتحاد السعودي التعاقد مع لاعبين مهاجمين أجنبيين والاكتفاء بواحد، وأن يطلق مشروعا لتطوير الحراسة السعودية تحت اسم: مشروع محمد الدعيع لتطوير حراس المرمى السعوديين، تقديرا للحارس الأسطوري، أولا، وإيجاد قدوة في النشء ثانيا، وتكون أبرز ملامح المشروع، تحفيز الأندية على التعاقد مع مدربين مهمين في هذا التخصص، إنشاء مراكز تدريب متخصصة داخل القطاعات السنية في الأندية، واستحداث جائزة القفاز الذهبي للحراس الصاعدين فقط.
.. آخر المشكلات التي رصدتها في مباريات الموسم السعودي، هو الفهم الخاطئ للمنافسة عند بعض اللاعبين، ويظهر ذلك واضحا في تعطيل اللعب وإضاعة الوقت، يكفي أن نعرف أن معدل اللعب الحقيقي في الدوري السعودي لا يتجاوز 52 دقيقة، مقارنة بـ65 دقيقة في أوروبا، ولذلك نحتاج إلى تكثيف الوعي بحقيقة التنافس وأن التحايل وإضاعة الوقت ليسا من المنافسة.