خيام إفطار الصائمين .. علامة بارزة تميز الأحياء والطرقات في السعودية
اعتاد الكثير من المساجد والجمعيات الخيرية في السعودية على نصب خيام الإفطار في الساحات القريبة منها، واستقبال الضيوف من العمالة والمغتربين فيها، ليتجمع الصائمون على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وحتى لغاتهم، حول مائدة واحدة عامرة بمختلف الأصناف والأشكال من الطعام والشراب، في أسمى الصور التي تعكس قيم الإسلام الجميلة من التآخي والأخوة والتراحم في شهر الرحمة.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها على عديد من مخيمات الإفطار في أحياء الرياض، التجهيز لاستقبال الصائمين، وقيام أئمة المساجد والمتطوعين من أهالي الحي بتجهيز هذه المخيمات بالإنارة والتكييف والسجاد، ووضع اللوحات الإرشادية التي تشير إلى أن المسجد يستقبل الصائمين. يشرف أئمة ومؤذنو المساجد على برنامج التفطير، بمشاركة شباب سعوديين متطوعين في استقبال الوجبات وتوزيعها على العمالة في المخيم، الذي يكون مجهزا بالتكييف والإنارة، والوجبات المغلفة، ويعطى كل صائم وجبة خاصة له، تشمل التمر والبن والعصير والماء والوجبة الرئيسة، مع تخصيص عمالة لتنظيف المكان بعد الإفطار.
وأكد متطوعون في الجانب التطوعي والخيري، أن مشاريع إفطار الصائمين سجلت تطورا محكما في التنظيم والترتيب، خلال السنوات الماضية، فالمكان أصبح أكثر تجهيزا من السابق لاستقبال الصائمين، فوجبات الإفطار أصبحت تعد بحسب الأعداد الموجودة في المخيم، دون إسراف أو تبذير، إضافة إلى أن كثيرا منها بدأت تستقطب بعض الجهات الحكومية لتوعية الجاليات.
ويرى سالم الشهري أحد المشرفين على مشاريع تفطير الصائمين في الرياض، أن خيام الإفطار التي تقدم في الأحياء هي إحدى المبادرات المجتمعية التي يقدمها أهالي الأحياء، ويشارك فيها أبناء الحي، مشيرا إلى إن مشاريع الإفطار تشهد تطورا ملحوظا عن الماضي، من حيث الإعداد والترتيب لهذه المشاريع، فالوجبات مجهزة مسبقا، بحيث لا يكون هناك نوع من التبذير والإسراف، الذي كان يحدث في الماضي، عدا أن المشاريع أصبحت تقام في الغالب خارج المساجد، للمحافظة على نظافة المسجد. وقال، إن الاستعداد للتجهيز لإعداد وجبة الإفطار يتم قبيل الإفطار بساعة، وذلك باستقبال الوجبات التي غالبا ما تعدها أسر الحي، التي ترغب في المساهمية في نيل الأجر.
ويشاركه الرأي محمد القرون أحد المتطوعين في هذه المشاريع، وأوضح أن مايميز مناطق ومدن السعودية انتشار موائد الأفطار في الطرقات والأحياء، حيث يسعى أهالي الحي وبمشاركة من أئمة المساجد إلى تنظيم هذه الموائد. يأتي ذلك في الوقت الذي وضعت وزارة "الشؤون الإسلامية" حزمة من الضوابط لتنظيم إقامة مشاريع تفطير الصائمين في المساجد خلال شهر رمضان المبارك، لتنظيم العمل الخيري بما يحقق الهدف المنشود منه على الوجه الشرعي السليم، ولتفادي السلبيات والأخطاء التي تحدث من جراء ذلك. وتأتي في مقدمة تلك الضوابط الحصول على إذن مسبق من الوزارة عند إقامة أي مشروع خيري لتفطير الصائمين، ومنع أئمة المساجد والمؤذنين بقبول أو جمع التبرعات النقدية لمشاريع تفطير الصائمين، مع التأكيد أن إمام المسجد سيكون مسؤولا عن التفطير العيني المقدم من جماعة المسجد أو المحسنين، والتأكيد على عدم الإسراف في تقديم الطعام، وأن تكون الوجبات المقدمة مجهزة من محال مرخص لها نظاميا حرصا على سلامة الصائمين.