«السوبيا» و«خبز الشريك» .. عادات حجازية لا مساومة عليها

«السوبيا» و«خبز الشريك» .. عادات حجازية لا مساومة عليها

لشهر رمضان نكهة حجازية خاصة لدى أهل مكة المكرمة، حيث يستقبلونه بالفوانيس، التي يضعونها أمام منازلهم، ولحظة الإعلان عن هلال رمضان تضاء، وتنهال رسائل التهاني والتبريكات بين الأهل والأحباب، ويخرج عمدة الحارة بزيه المكي يهنئ أبناء حارته بقدوم الشهر الكريم، كما يستقبل المكيون رمضان بتجهيزات خبز الشريك في المخابز المكية المختلفة وتجهيز السوبيا التي لا تخلو منها السفرة المكية، وكذلك تحضيرات سفر الصائمين في المسجد الحرام وداخل الأحياء.
وكان أهل الحجاز يستقبلون الشهر بتجهيز المركاز في كل حارة ليلتقي فيه أبناؤها يوميا بعد صلاة التراويح وتطول "سمرتهم" فيه إلى وقت السحور أما اليوم فانقرضت هذه الجلسات وأصبحت نادرة في بعض الأحياء المكية.
وقال لـ"الاقتصادية" عبده الوهابي، إن كثيرا من العادات المكية التي كنا نستقبل بها رمضان اندثرت بشكل كبير وما زلت أذكر عندما كنت صغيرا أني كنت أساعد أهل الحارة في تجهيز دكة رمضان قبل بداية الشهر بأيام، حيث يكون المركاز موقع اجتماع أهالي الحي و"سمرتهم" فيه ويفطرون فيه في بعض الأيام، حيث يتضمن عددا من الأسرة ومكان تجهيز الشاهي وعلى طرف المركاز تحضر لعبة الفرفيرة، أما اليوم فاختفت هذه الجلسات ولم نعد نراها إلا نادرا في بعض الأحياء التي ما زالت تحافظ على هذه العادة.
بدوره أكد لـ"الاقتصادية" علي العبدلي من سكان مكة، أن العادات الحجازية في رمضان تختلف بشكل كبير عن كثير من دول العالم، حيث نستقبل رمضان بتجهيزات خاصة لسفر رمضان التي يقيمها أغلب أهل مكة في الحرم أو يشاركون في إقامتها.
وأوضح العبدلي، أن التجهيزات تتضمن شراء كميات كبيرة من التمر والبدء في تعليبها في علب بلاستيكية لتوزيعها على الصائمين، إضافة إلى شراء مجموعة كبيرة من دلال القهوة والشاهي، مشيرا إلى تخصيص موقع خاص في منزله، لتجهيز متطلبات السفر الرمضانية وتحضير القهوة والشاهي.
من جهتها، أكدت أم محمد 50 عاما، أن العوائل المكية تستقبل أول يوم في رمضان بتبادل أطباق الطعام بين العوائل فكل طبق يصل إلى المنزل لا يعود فارغا وتستمر هذه العادة حتى نهاية الشهر الكريم، مضيفة، نحرص في رمضان على الأصناف الحجازية التي لا نطبخها إلا في رمضان كشربة الحب والفول المبخر بالبصل والسمبوسك المضفرة، والبف الفرني وغيرها من الأصناف.
وأضافت، تقوم ربة البيت المكي بتبخير كؤوس الماء بالمستكة وطريقة التبخير تتضمن إشعال "الجمر" بالنار ووضع عدد عشر حبات من المستكة عليها، ومن ثم تبخير أكواب الماء لمدة تقارب عشر دقائق، حتى تثبيت نكهة البخور، وتقلب بعدها "الكاسة" من أجل الاحتفاظ بالنكهة.

الأكثر قراءة