من المفارقات .. جرة الفول أغلى من برميل النفط

من المفارقات .. جرة الفول أغلى من برميل النفط

من المفارقات الاقتصادية حول العالم – بحسب بعض المتخصصين- أن يصبح سعر جرة الفول في السعودية، وكذلك في أغلبية الدول والبلدان الإسلامية، أغلى من برميل النفط، الذي يقوم على بيعه اقتصاد عدد من الدول حول العالم.
ويزيد سعر طن الفول المدمس تكلفة إنتاج طن النفط الخام بنسبة قد تتجاوز 30 في المائة، فيما يتجاوز سعر بيع جرة الفول أكثر من 50 في المائة من سعر بيع برميل النفط، حيث استقرت أسعار النفط عند 50 دولارا للبرميل بعد اجتماع "أوبك" الأخير ليسجل نسبة ارتفاع 80 في المائة عن مستوياته الدنيا في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وبحسبة بسيطة لا يتجاوز سعر برميل النفط الواحد 188 ريالا سعوديا، فيما تتجاوز مبيعات الجرة الواحدة من الفول 400 ريال، أي ما يعادل 107 دولارات، إذا علمنا أن الجرة الواحدة تساوي 200 صحن بواقع ريالين للصحن الواحد.
ويرى مختصو الصحة والتغذية أن فوائد الفول المدمس الغذائية على صحة الإنسان كبيرة ولا يمكن حصرها، كما أنه ملائم حتى لمرضى السكري.

وعلى الرغم من فوائد الفول الجمة وغلاء سعره إلا أن الاحصائيات الرسمية تشير إلى تراجع إنتاج الفول العربي إلى ما دون مستوى 15 في المائة من احتياج مواطني المنطقة، وصحب ذلك ارتفاع في السعر بنحو 130 في المائة خلال عام واحد، 2013، ما ساعد على زيادة الاستيراد من الدول الغربية بنسب متفاوتة من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا، ومن أستراليا.
وقالت لـ"الاقتصادية" الدكتورة رويدة إدريس، مختصة التغذية، إن تناول الفول على وجبة السحور أكثر فائدة من تناوله وقت الإفطار في رمضان، لما يحتويه من نشويات وبروتينات وألياف عالية، وقد يسبب عسر الهضم والتلبك المعوي والإمساك، لأن وجبة الإفطار عادة تحتوي على أصناف وأطباق متعددة، فيما يساعد تناول الفول في وجبة السحور على إشعار الشخص بالشبع لفترات طويلة خلال ساعات النهار.
وأشارت مختصة التغذية إلى أن الفول المدمس المقشور أكثر فائدة من الفول الكامل، لافتة إلى أن إضافة كثير من البهارات والفلفل والبصل والثوم يسبب العطش الشديد لمتناوليه خلال ساعات النهار، ناصحة بتناول الفول مع سلطة الخضراوات والبر الأسمر، لتعزيز فائدته وتسهيل عملية الهضم.
وأضافت، "يعد الفول وجبة مثالية لجميع الأشخاص وخصوصا مرضى السكري، لأنه يساعدهم على بقاء معدلات السكر طبيعية في الدم، إلا أن الفول لا يعد وجبة جيدة للمرضى الذين يعانون من القولون".
ولفت عدد من المختصين في مجال اقتصاديات النفط إلى أن انخفاض أسعار النفط لن يستمر بالهبوط لمدة طويلة وأن الأسعار ستعاود الارتفاع ثانية لتتجاوز 90 دولارا للبرميل.
وأوضح الدكتور علي التواتي، المختص الاستراتيجي، أن سوق النفط خلال هذه الفترة الماضية شهد فوضى عارمة سببها قيام إيران بضخ أكثر من 500 ألف برميل نفط إضافي، بعد رفع الحظر الاقتصادي عنها، في الوقت الذي فشلت باقي دول "أوبك" حتى اليوم في التفاهم على إنتاج حصص سوقية جديدة.
وتوقع المختص الاستراتيجي أن تستمر أسعار النفط بالتصاعد التدريجي خلال الفترة المقبلة، لتصل لمستويات 70-90 دولارا للبرميل، في ظل النتائج التي خرجت بها اجتماعات "أوبك" الأخيرة، مؤكدا أن حصول انخفاضات جديدة لن يخدم أحدا.
من جانبها، توقعت الدكتورة نورة اليوسف، نائب رئيس جمعية الاقتصاد السعودي، والاستاذ المشارك في جامعة الملك سعود، أن يعود التوازن للسوق على نهاية 2016م، إذ إن إنتاج النفط الصخري الأمريكي بدأ بالانخفاض إلى مستويات أقل ما كان ينتج في 2010م، 400- 600 برميل، ما سيسهم في خفض الفائض في المعروض في السوق.

الأكثر قراءة