موريتانيا .. استقبال رمضان بحلق رؤوس الأبناء
يتفق الشعب الموريتاني مع الشعوب الإسلامية في إبداء الفرح والابتهاج والسرور بحلول شهر رمضان المبارك، لكن للموريتانيين طقوسهم الخاصة وعاداتهم التى ينفردون بها؛ يعبرون من خلالها عن سعادتهم واحتفائهم بقدوم الشهر الفضيل.
من هذه العادات والطقوس حلاقة شعر رؤوس الصبيان وأحيانا الكبار لكي يبدأ الشعر بالنمو مع بداية شهر رمضان.
ويعتقد الباحث الاجتماعي جمال ولد الشيخ؛ أنه نتيجة تمازج المجتمع الموريتاني مع المجتمعات العربية والإفريقية المجاورة له، تشكلت لدى المجتمع الموريتاني عادات وتقاليد ليس لها من تفسير إلا أنها ناجمة عن هذا التمازج، متحدثاً لـ "سي إن إن"، أن حلق الشعر ارتبط لدى الموريتانيين بـ "الفرح والغبطة والسرور والابتهاج، فكانت حلاقة الرأس في المجتمع الموريتاني القديم بمنزلة يوم عظيم يعم فيه السرور".
يضيف ولد الشيخ؛ أن ظاهرة حلق الشعر أو تخفيفه ارتبطت لدى العرب، والمسلمين تحديداً، بشعائر دينية، وخصوصاً شعيرة الحج التي تعني القرب من الله وقضاء الحاجات وإصلاح الحال، وارتبطت المجتمعات الإفريقية التي تربط حلق الشعر بزوال الهَم والسعة في الرزق وبسط الأمن، فكانت العادة عند الموريتانيين مزيجاً بينها.
ويتابع ولد الشيخ: "لا تزال عادة حلق الرأس ممارسة بشكل كبير في المجتمع الموريتاني، رغم انحسارها شيئاً ما بسبب عصر السرعة ورياح العولمة التى عصفت ببعض أجزاء طريقة إقامتها. وكانت العادة تقتضي أن يقوم الأب بحلاقة شعر ابنه بنفسه، بطريقة تقليدية، كما يقوم الرجال بحلاقة رؤوس بعضهم بعضا، أما اليوم، فقد أصبح الآباء يوكلون المهمة للحلاق العصري".
سالم ولد باه؛ حلاق مشهور في العاصمة نواكشوط، تحدث عن الازدهار الذي تشهده مهنته مع كل إطلالة جديدة لشهر رمضان، وإقبال الناس على ممارسة هذه العادة، متحدثاً: "رمضان شهر ميمون ومبارك وهو أكثر شهور السنة رواجاً لمهنتنا؛ فخلال أيامه الأولى نشهد إقبالاً كبيراً علينا وكثيراً ما يكون الطلب فيه على الحلاقة للأطفال.
ويقول محمد محمود؛ وهو زبون للحلاق سالم؛ وقد اصطحب معه ابنه ليحلق له "خلال اليوم الأول من رمضان، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح أقصد الحلاق مصطحباً ابني ليحلق له شعر رأسه.. ورثت هذه العادة من والدي وقررت تربية ابني عليها. أنا أيضاً أخفف من شعر رأسي لينبت مع رمضان لما في ذلك من يُمن وخير وبركة".