تطييب المساجد وتنظيف البيوت وصباغتها .. عادات جزائرية لاستقبال رمضان

تطييب المساجد وتنظيف البيوت وصباغتها  .. عادات جزائرية لاستقبال رمضان

يعمد الجزائريون قبيل شهر رمضان المبارك إلى مبادرة تطييب المساجد وتزيينها وتهيئتها لاستقبال الأفواج المتنامية للمصلين خاصة في صلاة التراويح، كما تتحضر النساء للشهر الفضيل بتنظيف بيوتهن وتحضير مستلزمات المطبخ، إلا أنه يوجد اختلاف عند عادات الجزائريين من منطقة إلى أخرى لاستقبال الشهر الكريم، فكل عائلة جزائرية لها طقوس خاصة، تتماشى وعاداتها المتوارثة عن الأجداد.
ولأن رمضان ليس ضيفا عاديا يمكن أن يستقبل دون إعداد واستعداد، تقوم العائلات في الشرق الجزائري بالعمل على تنظيف المنزل بأكمله من خلال طلاء الجدران وتغيير ألوان الستائر وغيرها، وتعد إيمان حبّاش هذه العملية نوعا من إدخال البهجة والسرور على المنزل، لأن ليالي هذا الشهر حسبها، تشهد كثرة تبادل الزيارات العائلية ودعوات الإفطار والسهرات الرمضانية.
كما تشهد محال بيع الأواني ازدحاما ملحوظا من أجل تجديد أواني المطبخ، وهي عادة دبّت عليها العائلات في الشرق الجزائري، "كنوع من الفال الحلو الموروث من جداتنا، فتغيير الأواني القديمة ترمى معها سنة مضت بأحزانها وغيرها واستقبال أخرى سعيدة"، وفق ما صرحت به حبّاش لـ "سي إن إن". ويعدّ شهر رمضان شهرا مميزا عند العائلات في منطقة القبائل "عائلات أمازيغية"، حيث تقوم العائلات بتحضير عشاء متميز لتوديع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان، ويسمى هذا اليوم بـ "صبّرني"، وتقول نجاة دحمون "إنهم يكررون في تلك الليلة عبارة "سْلِيلْ أقَموشيكْ" التي تعني "اغسل فمك" للدلالة للاستعداد للصوم".
أما في الجنوب الجزائري في عين صالح تحديدا، فيجري استقبال الشهر الفضيل بتنظيف المساجد بغسل الأفرشة، وفي بعض المساجد تتم تسوية الأرضية للصلاة خارج المسجد في حالة ما كان الجو حارا، إضافة إلى تنظيف ما يسمى بالرحبة على مستوى المنازل، أما على مستوى العائلات فيتم تحضير عديد من الأكلات التي يتم تناولها في رمضان. وقال عبد الرحمن الشبلي، "إن العائلات الصحراوية تقوم بتحضير أكلة تسمى "السفوف" مصنوعة من التمر اليابس وتُؤكل في حالة غياب التمر الطري، كما يتم أيضا تحضير التوابل الخاصة بالمأكولات أو ما يسمى بـ "الروايح"، زيادة على ذلك تقوم العائلات بطحن القمح الأخضر أو ما يسمى "زنبو" المنتج محليا لتحضير الحساء".

الأكثر قراءة