«رمضان في ذاكرة الرواد» .. كيف كان قبل 60 عاما؟
دائما ما تزخر ذاكرة الآباء والأجداد بعديد من المواقف التاريخية القديمة التي تعود بك إلى زمن تمنى الكثير العودة إليه، ولا سيما رمضان في الماضي ذلك الشهر الفضيل، وتلك الأيام الكريمة التي استرجع ذكرياتها النادي الأدبي في الرياض أخيراً في ندوة بعنوان "رمضان في ذاكرة الرواد" بمشاركة الدكتور ناصر بن سعد الرشيد والدكتور محمد الربيّع، وأدار الندوة محمد العميري، وذلك ضمن فعاليات المعرض الخيري العاشر الذي ينظمه النادي الأدبي بالرياض بالشراكة مع الجمعية السعودية الخيرية للتوحد.
في البداية، يحدثنا الرشيد عن رمضان قبل 60 عاما حيث يقول: "صُمت أكثر من 60 عاماً في مراحل متغيرة بين الأجيال القديمة والحديثة، رأيت كيف كان لرمضان شكل مختلف في تلك الفترة، إذ شهدنا الصيام في أجواء شديدة البرودة ولساعات طويلة وصلت إلى 17 ساعة، لافتا إلى أن في ذلك الزمن كان الجميع يتسابقون على قراءة القرآن ويتنافسون على ختمه، بخلاف أداء التراويح في حر شديد، حيث لم يكن هناك مكيفات ولا كهرباء، وكان هناك سطحان للمسجد للرجال وللنساء، ومع الحر وعدم وجود الكهرباء فإن إمام المسجد كان صوته جهورياً مسموعاً للعموم".
وأضاف: "كنا نختم القرآن مرتين في رمضان ختمه في صلاة التراويح وختمة في القيام، وانتقل الدكتور الرشيد إلى المحطة الثانية في مكة المكرمة منوها بسهولة الوصول إلى الحرم المكي عن طريق السيارات والباصات، إذ لم يكن المسجد الحرام كما هو الآن، ولكن كان كأنك بداخل قرية بسيطة، وأعجب الرشيد بشيخين في ذلك الوقت وهما الشيخ عبدالله خياط والشيخ عبدالله الخليفي -رحمهما الله-، مستعرضاً بعض صفاتهم وأثرهم في المأمومين في ذلك الوقت.
أما الدكتور محمد الربيّع فتحدث عن ذكريات رمضان وعن افتتاح جامع الإمام تركي في الرياض عام 1371هـ في ذلك الوقت عندما هدم وبني من جديد، وكان عمره في ذلك الوقت خمس سنوات، وأيضاً عن ذكريات الدراسة في الجامع الكبير.
مبينا أنواع المأكولات والمشروبات في رمضان قديما، وكيف كانت الحياة بسيطة من الناحية الغذائية، وكان التنافس الأكبر على ختم القرآن الكريم وعدّه شيئا جميلا في تلك الأجيال وخصوصاً المنافسة على قراءته.
وانتقل إلى ذكرياته مع الدراسة في شهر رمضان قائلا: "درّست في رمضان وكانت الأمور طبيعية ولم تكن في تلك المراحل نفس الحال الآن، وذكر قصة إشرافه على رسالة ماجستير في رمضان بعنوان "رمضان في الشعر السعودي"، مؤكدا استمتاعه خلال مراجعة تلك الرسالة الشيقة، مؤكدا أن أي نص أدبي تدرسه أو تتأمله في جو متسم مع ما قيل فيه يكون له تأثير وله جمالياته".
بعدها بدأت المداخلات من الحضور، وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري المشاركين في هذه الندوة.
من جهة أخرى أقام النادي ورشة عن أساسيات التصوير قدمها يونس السليمان، وأقام دورة أخرى لمدة يومين من 9 إلى 10 رمضان، بعنوان "أساسيات التحرير" للمدرب الدكتور حسن الفيفي، أستاذ الأدب بقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود.
وأوضح الدكتور حسن الفيفي أن الدورة تهدف إلى تطوير مهارات المشتغلين بالكتابة الإدارية بشكل خاص، وغيرهم من المهتمين بشكل عام؛ حيث ركزت الدورة على الأخطاء التحريرية الشائعة التي يقع فيها الكتّاب، إضافة إلى التعريج على بعض الجوانب الفنية للكتابة الإدارية والإبداعية.