تأجيج الكراهية

تطرف "داعش" و"القاعدة" وسواهما من جماعات التحريض، وتجييش المنحرفين على غرار عمر متين والإرهابيين الآخرين قبله في بروكسل وباريس وسواهما، أفضى إلى أن أصبح هناك تطرف مضاد.
ومن الواضح أن الفساد والإفساد قاسم مشترك بين معظم المتورطين في عمليات إرهابية، خاصة في أوروبا وأمريكا.
وقد أضحت طروحات اليمين المتطرف تحظى بقبول عند البعض في الغرب. ولم تكن هذه اللغة مستساغة في أوروبا وأمريكا. والحقيقة أن طروحات دونالد ترامب العنصرية لا تزال تلقى رفضا في أمريكا.
خطورة الأفكار التي يرددها ترامب في أمريكا وبعض الأصوات في أوروبا أنهم يعتبرون الإسلام مكونا دخيلا على المجتمع الغربي وينبغي بالتالي التخلص منه ومن المسلمين كافة هناك. وكان الإرهاب الذي تؤججه "داعش" وسواها ولا يزال يتيح للأصوات المتطرفة أن تعلو وتسعى لتحقيق مكاسب.
لقد أفضت ممارسات "داعش" إلى تأجيج مشاعر العداء والكراهية ضد المسلمين، وأول من اكتوى بجمرة هذا العداء الأقليات المسلمة والمهاجرين الهاربين من الحروب.
وترصد وسائل الإعلام هناك بشكل يومي تزايد مظاهر الكراهية ضد الأقليات المسلمة. ويبدو أن هدف داعش النهائي، إشاعة هذه الكراهية والدفع باليمين المتطرف للفوز بالانتخابات في أوروبا وأمريكا، حتى يصل العالم إلى مرحلة الصدام.
وكانت "القاعدة" قد سعت إلى تنفيذ مثل هذه الأجندة خلال أحداث 11 سبتمبر 2011. وإثر هذه الأحداث تم استهداف دول عدة، كان للقاعدة فيها موطئ قدم. ومن المؤسف أن الإسلام الذي انتشر في العالم الإسلامي بأخلاق وتعاملات أبنائه، يشهد هذا التطاول من "داعش" و"القاعدة" وبقية جماعات التطرف والغلو التي لا تتضمن مصطلحاتها سوى ألفاظ القتل والسبي وسواها من مفردات.
إن من يبررون جرائم داعش، هم شركاء في حالات الأذى التي يتعرض لها المسلمون. إذ لا يسوغ أبدا، أن يتم حشد المظالم التي يشهدها الناس في فلسطين وسواها، وكأن من يتحدث عن هذه المظالم يريد أن يقول لنا من طرف خفي ـــ وهو كذاب ـــ إن "داعش" تهتم بهذه الآلام. فالمشاهد التي رأيناها في سورية والعراق أثبتت أن أذى "داعش" طال المسلمين، وأن دخولهم إلى سورية أفسد على السوريين حياتهم. وقد شهدت المسألة الفلسطينية انحسارا شديدا بسبب تغول "داعش" وسواها من جماعات التطرف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي