الإفطار الجماعي .. يعيد شريط ذكريات أهالي حائل
رغم كثرة مظاهر الحضارة والتمدن، واتساع الرقعة السكنية، واختلاط الأحياء الجديدة بالكثير من الجيران من داخل المدينة وخارجها، إلاّ أنه لا يزال الحائليون يحتفظون بعادات لهم في شهر رمضان توارثوها أبا عن جد، يستعيدون من خلالها شريط ذكرياتهم، أهمها إعداد الولائم والإفطار الجماعي، الذي يزيد الترابط بين الأسر والجيران.
وأكد لـ "الاقتصادية" جوفان الجنيدي، أحد مواطني حائل، أن شهر رمضان فرصة لتجمع الأهل والجيران على سفرة الإفطار، تعويضا عن الأيام الطويلة التي نادرا ما يجتمعون فيها، مشيرا إلى إعداد إفطار يومي جماعي في الحي الذي يسكنه للمواطنيين والمقيمين، وذلك لزيادة التلاحم والترابط فيما بينهم. من جهته، أوضح عيد الشمري، أن عادات الأهالي في رمضان لم تندثر، حيث يتجدد الحنين إلى الماضي كل عام في رمضان، والترابط بين الأسر والجيران يزداد في الشهر المبارك على موائد الإفطار، التي تنتقل من منزل إلى آخر في الحي طيلة شهر رمضان.
وأشار إلى أن جماعة المسجد في الحي يتفقون على جدول معين مرتب يكون فيه الإفطار كل يوم عند أحد الجيران يجتمعون فيه رجالا ونساء يتناولون وجبة الإفطار ويتبادلون الأحاديث التي يغلبها طابع الحنين إلى الماضي واسترجاع ذكريات أيام رمضان في سنوات ماضية.
ولفت إلى أنه ما أن يكتمل الشهر إلاّ وتجد الأسرة الواحدة أقامت ثلاثة أو أربعة أيام وجبات إفطار للجيران، والبقية في منازل الجيران الآخرين، لافتا الانتباه إلى مشاركة الأجانب من الجيران، حيث تزداد الألفة والترابط بينهم. كما يجتمع الرجال والشباب والأطفال في تلك العادات الجميلة، إضافة إلى النساء اللاتي يتحملن أعباء إعداد وجبات الإفطار في كل منزل.
وفي السياق ذاته قالت أم فهد إن اجتماع الجيران على وجبات الإفطار عادة جميلة توارثناها وحافظنا عليها واعتدنا سنويا على ذلك، مبينة أن إعداد وجبات الإفطار يكون بالتعاون فيما بينهم كجيران، حيث تتكفل كل واحدة من ربات المنازل وبناتها بتجهيز نوع معين من وجبات الإفطار تجهزه في منزلها وتجلبه للمنزل الذي سيكون فيه الإفطار حتى لا يكون العبء على ربة منزل واحدة.
وبينت أن هذه العادة ضاعفت أواصر الترابط بين الجيران فرغم تعب إعداد وجبات الإفطار إلا أنه يزول بسعادة الاجتماع على مائدة واحدة واستعادة الزمن الماضي الجميل.