مسلمو صربيا .. عادات رمضانية واحدة رغم اختلاف الأعراق
على الرغم من الاختلاف الذي تشهده صربيا من تنوع العرقيات واللهجات إلا أن العادات الرمضانية تظل واحدة وسط هذا التباين ، حيث ينتمي معظم مسلمي صربيا للعرقيات الألبانية والبوشناقية والغجرية، ويتوزعون على إقليم سنجق والعاصمة بلغراد وجنوب صربيا. ولا تظهر بين العرقيات المذكورة فوارق كبيرة في العادات الرمضانية، ولا سيما "المقابلة" أي ترتيل القرآن بالمساجد من طرف الحفّاظ المتقنين أمام عامة المسلمين.
ويمثل شهر رمضان الكريم ذاكرة حية لمسلمي صربيا، فقد شهد علامات دالة على تبدل أحوالهم من العهد العثماني حتى النظام الشيوعي ثم قيام دولة صربيا في تسعينيات القرن الماضي.
وينتمي معظم مسلمي صربيا إلى العرقيات الألبانية والبوشناقية والغجرية، ويتوزعون على إقليم سنجق والعاصمة بلغراد وجنوب صربيا. ولا تظهر العرقيات المذكورة فوارق كبيرة في العادات الرمضانية، ولا سيما "المقابلة" أي ترتيل القرآن في المساجد من طرف الحفّاظ المتقنين أمام عامة المسلمين.
وكان مسلمو صربيا يجبرون في الحقبة الشيوعية على الإفطار خلال رمضان، لكنهم كانوا يصومون سرا، فقد حاربت الدولة حينها التدين ومنعت موظفيها المسلمين من الصلاة.
قال منصور زوكورليتش مدير الثانوية الإسلامية في إقليم سنجق إن البوشناق في الإقليم والعاصمة بلغراد، يستدعون حفظة القرآن من العالم العربي ومقدونيا ليرتلوا القرآن الكريم عقب صلوات الصبح والظهر والعصر.
وأضاف للجزيرة نت أنه يختم القرآن في عدة مساجد خلال شهر رمضان، وتخصص المساجد جلسات للرجال وأخرى للنساء للسؤال عن أحكام الصيام، مشيرا إلى أنهم كانوا خلال الحقبة الشيوعية يستضيفون طلاب المدارس الدينية للصلاة في بيوتهم بسبب قلة المساجد، حيث كان الأطفال ينتظرون المؤذن حتى يرفع الأذان ليركضوا نحو بيوتهم هاتفين "إفطار، إفطار"، وهي العادة التي ما زالت مستمرة إلى اليوم.
ومن جنوب صربيا قال المفتي السابق جمال الدين حساني إن الناس كانوا في العهد العثماني يصومون رغم الفقر الشديد والأعمال الزراعية الشاقة، وكان الأطفال يصرون على الصيام ويعتبرون الإفطار معيبا.
وأضاف: "كان العثمانيون يستعملون مدفع الإفطار لإعلان انتهاء الصيام، ولم يكن هناك تقويم، وكان الإمام يعلن من المئذنة قدوم شهر رمضان"، وزاد أنه بعد سقوط الشيوعية امتلأت المساجد بالمصلين.
ولم يكن لدى المسلمين بجنوب صربيا بعد الحقبة الشيوعية كتب إسلامية إلا سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام بالألبانية، ويقول حساني: "كنا نشرحها للشباب بعد التراويح حتى الساعة 12 ليلا، ثم نجري مسابقات حولها ونكافئ الفائزين، وفي تلك الفترة لم تكن السلطات تضايقنا".
وخلال 1996-1997 افتتح المتحدث مع آخرين محطة راديو سرية كانت تبث ساعة واحدة في الليل محاضرات دينية مباشرة خلال رمضان فقط، وأغلقتها السلطات لاحقا. أما اليوم فتوجد ببريشيفا خمس محطات تلفازية ألبانية.
ويوجد نحو 300 ألف مسلم من الغجر متفرقون في أنحاء صربيا، ولديهم مسجد واحد في مدينة بيانوس، ويقول المفتي السابق حساني إنهم يحتاجون إلى الكثير من المساعدة والتوعية الدينية ولهم العادات الرمضانية نفسها تقريبا.
وفي كوسوفا المجاورة - التي استقلت عن صربيا عام 2008- حيث تسكن أقليتان بوشناقية وتركية، قال حافظ يشاري إمام مسجد جيرا، إنهم يستدعون حفظة من ليبيا وتركيا ومقدونيا لترتيل القرآن، وأضاف للجزيرة نت "قديما كانوا يقرؤون المقابلة أربع مرات يوميا، وكانت الشرطة تمنعهم أثناء الحرب (1998-1999) ".
ويقيم المسلمون في هذه البلاد محاضرات دينية في بعض المساجد بعد صلاة العصر، وقبل التراويح وأخرى في الليل، وينتقل الأئمة من مسجد إلى آخر ليجتمع الناس لدى الإمام الضيف، كما حافظت العائلات على عادة التزاور التي كانت تستمر قديما أسبوعا كاملا.