الظلاميون ينتهكون حرمة المسجد النبوي
يقول أحد أبناء المدينة المنورة إنه شعر بالغصة حين طلبت منه والدته لأول مرة ألا يذهب بها كما وعدها إلى الحرم النبوي، بعد أن انتشرت الأخبار عن حادث إرهابي في فناء هذا المسجد العظيم الذي لم يعرف في العقود الماضية إلا السكينة والهدوء، والأمن، والأمان في رحابه والخدمات التي تتنافس فيها الجهات الحكومية وأبناء المدينة المنورة من سقيا الماء وتقديم الطعام وتبادل السلام والابتسام.
مشروع المدينة المنورة في الأعوام الماضية ولا زال هو أم تقدم الحياة والسعادة لكل زوارها، والظلاميون يريدونها وأخواتها من مدن المملكة مدنا للشر والظلام يقتل فيها المرء لا يعلم لم يقتل، ويخوف فيها الآمن لا يعلم لماذا يستهدف، فيما ينسى هؤلاء، وربما لا يبالي من يحرضونهم أن من خوف أهلها، أهل المدينة، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
يريد هؤلاء الظلاميون أن يقتلوا البراءة والمروءة كما يؤكد أبناء المدينة المنورة الذين ما زالوا مصدومين من هذه الحادثة، ففي القصة، كما تروى، آثار أبعد من جريمة إرهابية منكرة في كل مكان ترتكب في زمان ومكان مقدسين، حيث التصرف الوضيع الذي إن انتشر، فهو مما يسهم في قتل المروءة وتحجيم دوائر المعروف في بلاد المعروف، والخير والسلام التي تبقى المدينة المنورة في القلب منهما في هذه المملكة.
وتشير روايات متعددة لأبناء المدينة المنورة إلى القصة بالقول، إن الإرهابي الذي اقترب من رجال أمن يخدمون المصلين في المسجد النبوي الشريف ليطلب الإفطار معهم قبل أن يفجر نفسه وسطهم بعد أن رأى منهم ما رأى من حسن الاستقبال .
يبقى القول، إن الإرهاب والتطرف ظل دوما بشعا لكنه اليوم وهو يمر بالمدينة معطيا إياها لونا أسود للحظات سوف يجد نفسه محاصرا من كل المسلمين الذين انكشف لهم هذا القبح والقيح لدعاة العنف والتطرف وهم يستهدفون مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لكن طيبة الطيبة ستعود دوما للونها الجميل الطارد للخبث، كما بشر ساكنها عليه الصلاة والسلام قبل 14 قرنا من مكان قريب من حيث فجر هذا الإرهابي الهالك نفسه ليهلك معه بإذن الله، كما يتمنى أبناء المدينة لكل فكر متطرف.