مختصون: أصحاب الفكر الضال لا يستهدفون إلا المصلين .. وتفجيراتهم إفلاس

مختصون: أصحاب الفكر الضال لا يستهدفون إلا المصلين .. وتفجيراتهم إفلاس

أدان مختصون سياسيون التفجيرات الإرهابية الفاشلة التي وقعت في ثلاث مدن سعودية خلال اليومين الماضيين، معتبرين أن تلك الأعمال المخزية تكشف الوجه القبيح للخوارج الذين لا يستهدفون إلا المصلين، مؤكدين أن ما يحدث هو دليل قاطع على إفلاس الإرهابيين وفشلهم في تنفيذ الأجندات الخارجية الخاصة للدول المعادية، منوهين بقدرة أجهزة الأمن السعودي في كشف المخططات الإرهابية والتعاطي مع المخربين.
قال لـ"الاقتصادية" سلمان الأنصاري الخبير في الشؤون السياسية، إن الجهاز الاستخباراتي للسعودية قوي جدا، وذو قدرة عالية في كشف المخططات الإرهابية، ورصد المتطرفين، ولاسيما تلك الجماعات التي تحتويها جهات، ودول معادية تهدف إلى زعزعة أمن المملكة، وتخطط وتنظم لهم أعمالهم الإجرامية.
وأضاف: "الإعلام الإيراني أعلن عقب تفجير المدينة المنورة أن طهران نجحت في إحباط 50 عملية إرهابية متوقعة، مستغلين ذلك التوقيت لتسويق وضعهم عالميا كما لو كانوا مستهدفين من دول أخرى، لافتا إلى أن أكثر من يثير الريبة في النظام الإيراني هو عدم وجود أي عمليات إرهابية تستهدفها فجاءت هذه التصريحات لتظهر إيران للعالم أنها هي الأخرى مستهدفة، وتعاني الإرهاب، في حين أنها لم تتعرض لأي عمليات إرهابية".
وأشار إلى أن إيران تستخدم "داعش" كما استخدمت القاعدة في وقت سابق، وذلك فقا للتقارير الاستخباراتية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، والتي أشارت إلى تعاطيها مع عدد من الميليشيات الإرهابية المختلفة، مؤكدا أن إيران تحاول أن تستغل هذه الأحداث لمصالحها الخبيثة في زعزعة أمن المنطقة".
بدوره قال أحمد الركبان الخبير في الشؤون السياسية: "إن التفجيرات الثلاثة التي شهدتها المملكة في الأيام الأخيرة هي دليل قاطع على إفلاس داعش وفشلها في تنفيذ الأجندة الخارجية الخاصة للدول المعادية مثل إيران، التي عانت في الأيام الماضية من احتجاجات ومظاهرات داخلية غاضبة، بسبب تدخلاتها في العراق وسورية، لافتا إلى استمرار طهران في لفت انتباه العالم عما يحدث في هذه البلدان، كما تحاول من خلاله أن تنفذ أجندة في دول الخليج بشكل عام، ولكنها فشلت في محاولاتها بسبب يقظة رجال الأمن وقدرتهم على التعاطي مع مثل هذه الأحداث".
وبين أن المملكة قادرة على حماية أراضيها ولاسيما البقاع المقدسة؛ مكة المكرمة، والمدينة المنورة إضافة إلى دفاعها في الحد الجنوبي، مؤكدا أن منفذي التفجير الأخير في المدينة المنورة لا يتصلون بالإسلام بأي صلة، وهو منهم، منوها بيقظة رجال الأمن وتضحياتهم بأرواحهم، التي حالت دون الوصول إلى المصلين داخل المسجد النبوي الشريف".
وأفاد الدكتور فهد الخريجي المحلل السياسي، بأن تطاول الإرهابيين على رجال الأمن في المملكة وعلى مدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هو رسالة واضحة كشفت الوجه القبيح للخوارج الذين لا يستهدفون إلا المساجد والمصلين، ما يعطي مؤشرا قويا لشدة كراهية هؤلاء للركع السجود وكراهية دور العبادة.
وأشار إلى أنهم عجزوا عن صرف المؤمنين عن الصلاة وذكر الله فاتجهوا لإرهابهم وتخويفهم من ارتياد المساجد، وأصبح معروفا أن الإرهابيين انعزاليون لا يختلطون بالناس، ولا يحضرون مساجد المسلمين، ولا يؤدون الصلوات، وعلى صلة بشبكات المخدرات، فهم ليسوا فئة ضالة فقط ولكن أتباع إبليس الذي يعد الناس بالخوف والفقر، ونسأل الله الرحمة لشهدائنا الذين رحلوا وهم صائمون ذاكرين الله حافظين لأمانتهم مدافعين عن وطنهم ووفق الله جنودنا في صون وحفظ أمن البلد الحرام.
من جانبه، لفت الدكتور خالد باطرفي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفيصل، إلى أن هؤلاء الإرهابيين بأعمالهم الإجرامية يحاولون تخريب فرحة العيد وختم القرآن على المسلمين في مناطق المملكة بزرع الفتنة ونشر الدماء، معتبراً تلك العمليات مجرد محاولات يائسة لنشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
ولفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي أثبت أنه ربيب إيران لتبنيه موقف تشويه الإسلام السني وتبرير وجود الميليشيات والحشد الشيعي وتبرير جرائمهما في العراق وسورية، كما تأتي هذه العمليات الفاشلة كشهادة نجاح للأمن السعودي الذي سطر رجالاته خلال الأيام الماضية مظاهر ومشاهد إنسانية حانية في تتبع الزوار والمصلين وتقديم العون لهم.
وأضاف: "وتشكل تلك العمليات الفاشلة التي راح ضحيتها رجال أمن علامة فارقة في مدى جاهزية الأمن السعودي، إذ اشتبه رجل الأمن في جدة بحالة الإرهابي الذي كان يرتدي جاكيتا شتويا في وقت الحر، واستوقفه فور الاشتباه به، وكانت النتيجة إحباط العملية الإرهابية التي كانت ستودي بحياة الكثير لو غفل رجال الأمن عن الإرهابي، ومر إلى جموع المسلمين الذين كانوا يهمون بالخروج من المسجد بالقرب من القنصلية الأمريكية بجدة، وعلى بعد خطوات قليلة من مستشفى خاص يرقد فيه المئات من المرضى".
وأشار إلى أن العمليات التي شهدتها مدن المملكة تدل على أن الخوارج الذين أرادوا بالمسلمين الهلاك والدمار ليس لديهم هدف واضح سوى الإضرار بالبلاد والعباد، والسباق القادم لهم خلال الأيام المقبلة سيكون مع رجال الأمن الذين أثبتوا بقيادة الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية وولي العهد، أنهم على قدر عال من التدريب والتأهيل.
ووصف باطرفي الإرهابيين بأنهم شياطين البشر، لأنهم يحاولون تعكير صفو الشهر الفضيل وفرحة العيد بنشر الدماء والشرور وتيتيم الأبناء وتثكيل الزوجات وحرقة الأهل والأصحاب على أقاربهم.

الأكثر قراءة