سلطان السبهان: الشاعر السعودي أكبر من أن يُنسى

سلطان السبهان: الشاعر السعودي أكبر من أن يُنسى
الشاعر سلطان السبهان

وصف الشاعر سلطان السبهان تجربة الشعراء السعوديين بـ «المميزة عربياً»، مضيفاً أن «على الجميع أن يعترف بهذا؛ لأن الشاعر السعودي أكبر من أن يُنسى أو لا يلاحظ»، معيباً على البعض السقوط في أوحال المجاملات على حساب الشعر.

وقال في حوار مع «الاقتصادية»، «إنه يرى أن الإلقاء موهبة، بدأت تخفت للاعتماد على النشر أكثر من إقامة المنابر والمنتديات الشعرية»، مسجلاً إعجابه بإلقاء الشعراء محمد الثبيتي، ومحمود درويش، وعبدالرزاق عبدالواحد، يرحمهم الله جميعاً.

للسبهان ديوانان اثنان «يكاد يضيء» و«تفاصيل أخرى للماء»، وقصائد منثورة هنا وهناك، يحدثنا تالياً عن بداياته، وكتابته تحت اسم مستعار، وكثير من التفاصيل في حوارنا التالي:

انطلقت من منتدى "الساخر".. ماذا أضافت لك هذه التجربة؟

كان موقع "الساخر" - أفياء الشعر تحديداً - إحدى المحطات المهمة، لم تكن الأولى؛ لكنها كانت الأهم. أعتقد أن كل شخص مرّ بما أسميه ورشة عمل الساخر؛ أن لذلك أكبر التأثير في تجربته، فالمكان مترع بالجمال والجدية، حيث لا مكان لمجاملة أحد على حساب الشعر، لذا أنا مدين لذلك المكان ولتلك الصحبة الذين استفدت منهم الكثير والكثير.

بم تحدثنا عن بداياتك.. ديوانك الأول تحديدا؟

ديواني الأول صدر عام 2015م، وهو قد جمع أهمّ ما كتبته خلال العشر سنوات قبله، كان كتوثيق لمرحلة مهمة من عمري، وإن كنت تأخرت في العزم على الإصدار، لكنه حقق صدى رائعاً ولله الحمد. ليس الديوان هو البدايات؛ لأنني كتبت الشعر قبله بـ 15 سنة، وصافحت الجمهور من خلال الشبكة، لكن الديوان كان خطوة مهمة جداً لوصول النتاج الشعري للقراء.

لمَ لمْ تكتب تحت اسم مستعار؟ وفي رأيك لماذا يتجه البعض إلى هذا الفعل؟

كانت فترة الدخول لعالم شبكة الإنترنت في مجتمعنا تجربة جديدة وغريبة نوعاً ما، فبعد أن كانت الصحافة شبه محتكرة لأقلام محددة، صار أي شخص يستطيع أن يصافح القراء والمطلعين، وكان الشباب على وجه الخصوص يخافون من ردة الفعل كونهم لا يملكون الثقة الكافية، والبعض كان يحب أن لا يشتهر باسمه حتى يقف على قدميه ويشهد له بالإجادة، فسياط النقد بالمرصاد دوماً. كتبت كغيري باسم مستعار، لكن لم أطل التخفي لأنه لا يناسبني.

ما طقوس الكتابة لديك؟ هلا حدثتنا عن ذلك؟

لا أؤمن بطقوس محددة تتلبس الشاعر، بقدر ما أؤمن بأن القصيدة التي تضطرم في صدر صاحبها ستمنعه من الراحة وستعطيه القلق الكافي لينفرد ويسبح ويطير بخياله حتى يكتبها.

لمن يقرأ سلطان السبهان من الشعراء؟ ومن يعجبك إلقاؤه الشعر؟

لا تسألني عن أسماء، أنا أقرأ لكل جميل وجيد. والإلقاء موهبة أعتقد أنها بدأت تخفت لاعتمادنا على النشر أكثر من إقامة المنابر والمنتديات الشعرية. يعجبني إلقاء محمد الثبيتي، ومحمود درويش، وعبدالرزاق عبدالواحد، يرحم الله الجميع.

في رأيك ما دافع الشباب الموهوبين للتوجه إلى الرواية وليس الشعر؟

الرواية أثبتت وجودها بأسماء جميلة، والرواية قريبة من تفاصيل الحياة، ولا تحتاج إلى كثير من التركيز كالشعر. هو توجه ولا يمكن أن نحكم عليه حتى يستمر، وفي اعتقادي أن الناس لا يمكن أن يبتعدوا عن الشعر مهما كانت المغريات الأخرى.

هل جنيت ثماراً من نشر ديوانيك "تفاصيل أخرى للماء" و"يكاد يضيء يكاد يضيء"؟

طبعاً؛ إن أي شخص يعرف الشاعر عن طريق ديوان أو قصيدة هو أكبر مكسب بالنسبة إلى الشاعر، فالشاعر يهمه صدى صوته أكثر من أي شيء آخر.

ما رأيك في مسابقات الشعر المحلية أو على مستوى العالم العربي؟

مسابقات الشعر شيء جميل جداً، أسهمت بشكل كبير وفاعل في توسع رقعة الشعر جغرافياً وقوة وانتشاراً، لن تجد مسابقة مرضيا عنها تماماً من كل الناس، لكن أجدها ظاهرة ممتازة ومهمة جداً.

ما الذي تعيبه على الشعراء السعوديين اليوم؟

الشعراء السعوديون أصبحوا يشكلون تجربة مميزة عربياً، يجب أن يعترف الجميع بهذا؛ لأنه أكبر من أن يُنسى أو لا يلاحظ.

وأعيب على البعض السقوط في أوحال المجاملات على حساب الشعر.

هل تعتقد أن هناك غيرة بين الشباب السعوديين، دفعت نحو حمّى نظم الشعر؟

ليست كل غيرة مذمومة، نحتاج إلى الغيرة وإلى التنافس دوماً. ومع هذا لا أظن أن الغيرة تشكل ظاهرة ذات بال في المشهد السعودي، السعوديون شعراء كغيرهم يتأثرون بمن حولهم ويؤثرون في الآخرين.

ما مشروعك الأدبي القادم؟

أفكر في إصدار عمل صوتي كديوان، لإيماني بأهمية الصوتيات في هذه المرحلة.

هل تلمح مستقبلاً ثرياً للثقافة في المملكة بعد "رؤية السعودية 2030"؟

بكل تأكيد، هذه "الرؤية" أعوّل عليها كثيراً على مستوى الثقافة بشكل عام، والأدب بشكل خاص، ونحن بحاجة إلى مبادرات كبرى تصنع من مجتمعنا مجتمعاً ليس فقط مثقفاً، بل قائداً للثقافة؛ فهو يستحق ذلك.

الأكثر قراءة