25 سدا في نجران لحماية الأرواح والممتلكات وتغذية المخزون الجوفي
في الوقت الذي يعد فيه سد وادي نجران أحد أكبر السدود في السعودية، ومن أبرز المواقع الخدمية في منطقة نجران لما يقدمه من خدمات كبيرة للمزارعين في المنطقة، أكد لـ"الاقتصادية" فايز لسلوم المتحدث الرسمي لشركة مياه نجران وجود 25 سدا في المنطقة، منهم 23 سدا تم تشغيلهم، واثنان تحت التنفيذ.
وأوضح أنه تم إنشاء السدود في المنطقة من قبل شركة المياه لأغراض مختلفة أهمها الحماية والتحكم في الفيضان، فضلا عن الاستعاضة لتغذية المخزون الجوفي والري وكذلك لأغراض الشرب.
وقال لسلوم إن تشغيل هذه السدود يكون وفق الأغراض، التي أنشئت من أجلها، حيث يتم التحكم في الفيضان لحماية الأرواح والممتلكات وضمان تدفق السيول، وفق معدلات معقولة لاستفادة المزارعين منها وتغذية الخزان الجوفي لمنطقة نجران وحماية كل القرى الواقعة على جانبي الأودية، مؤكدا وجود سد جوفي واحد في الجزء الغربي من وادي نجران بغرض استخدامه لتعزيز مصادر مياه الشرب.
وأشار إلى أن سد وادي نجران يهدف إلى تعزيز مصادر المياه الجوفية ودعم التنمية الزراعية بمنطقة نجران، إضافة إلى حماية المدينة من أخطار السيول، خصوصا القرى المجاورة للوادي الممتد على مسافة 180 كيلومترا إلى الشرق ابتداء من مصبه في السهول، حيث ينتهي في رمال الربع الخالي.
من جهته، بين المهندس علي آل جليل مدير مركز أبحاث البستنة في منطقة نجران، أن بناء السدود بجميع أنواعها له مردود إيجابي في المحافظة على المياه وتوفرها في المناطق الزراعية وعدم هدرها وتسربها، موضحا أنه بالنسبة للسدود الجوفية، فإن اختيار الموقع مع عمق السد وارتفاعه عن الطبقة المنفذ عليها لا بد أن تدرس بعناية حتى لا يؤثر السد بدرجة كبيرة على المناطق، التي تقع قبل وبعد موضع السدود.
وأفاد بأن منطقة نجران ومعظم محافظاتها تقع في منطقة الدرع العربي التي تعتمد على مياه الأمطار والسيول المنحدرة في الأودية بحكم طبيعتها الجبلية وهذه السدود تعمل على تخزين المياه والتحكم في تصريف السيول وتقليل أضرارها على المزروعات والممتلكات.
وقال إنه في السنوات الأخيرة عدا العام الحالي الذي كانت فيه كمية السيول والمطار معقولة، فإن المنطقة مرت بفترة جفاف شديدة أدت إلى جفاف كثير من المزارع، خاصة كلما تم الاتجاه شرقا، وذلك نتيجة نضوب المياه أو تردي نوعيتها بسبب ارتفاع نسبة الأملاح بها، مبينا أنه بالنظر إلى وضع المياه الحرج، فإنه لا بد من إدارة المياه بطريقة صحيحة ومقننة مع زيادة الوعي عند المواطنين لتقليل هدر المياه.
وذكر أن الدراسات التي أجراها مركز أبحاث البستنة لمراقبة المياه ونوعيتها على مدى 30 عاما، أثبتت وجود استنزاف جائر للمياه، الأمر الذي كان له أثر واضح على النشاط الزراعي في المنطقة وضواحيها.
وطالب بأخذ بعض التدابير الضرورية للمحافظة على الثروة المائية، وأهمها ترشيد استخدام المياه من خلال استخدام أنظمة الري الحديثة واختيار المحاصيل، التي تتحمل الجفاف والملوحة، فضلا عن البدء في الاعتماد على المياه المعالجة في ري الحدائق والمنتزهات وبعض أشجار الفاكهة.