«هانجتشو» .. مدينة الابتكار والسياحة محط أنظار العالم

تفتتح غدا أعمال قمة العشرين في مدينة هانجتشو الصينية التي ستكون محط أنظار العالم خلال مدة انعقاد القمة، وقد ظلت القمم السابقة لمجموعة العشرين تعقد في مدن ذات إشعاع دولي، مثل واشنطن، ولندن، وتورنتو، وسانت بطرسبرج، وفي أول مرة تستضيف الصين أعمال هذه القمة، اختارت مدينة هانجتشو وليس بكين أو شنغهاي. فما السبب؟
تعد هانجتشو مدينة قديمة وتتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافي، كما تتميز بتنوعها البيئي من جبال خضرة ومياه، وتعرف أيضا بطيبة أهلها، ما جعلها تصبح وجهة سياحية للمشاهير، لكن خلال العقدين الأخيرين باتت هانجتشو تعرف بعدة معالم جديدة.
وفي هذا الصدد، أظهر تقرير أصدرته جامعة بكين في نيسان (أبريل) الماضي تصدر هانجتشو لمؤشر مالية الإنترنت في الصين، في حين حلت بكين التي تحتوي على الشارع المالي والحي التكنولوجي "تشونج قوانتسون"، وشنغهاي التي تحتوي على لوجيازي في المرتبتين السابعة والثامنة.
كما باتت هانجتشو تتصدر مدن العالم في الدفع عبر الأجهزة المحمولة، حيث تدعم أكثر من 98 في المائة من سيارات الأجرة وأكثر من 95 في المائة من الفضاءات التجارية وأكثر من 50 في المائة من المطاعم في هانجتشو عمليات الدفع عبر الأجهزة المحمولة، وهناك حتى بعض أسواق الخضار والبائعين الذين يعتمدون الهاتف في إتمام عمليات البيع.
وحصل أكثر من مليوني شخص من سكان المدينة الواقعة شرق البلاد قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين على عطلة مدعومة من الحكومة، حيث أصدرت حكومة المدينة أوامرها بمنح العطلة التي تستمر لمدة أسبوع ووزعت كوبونات سفر بقيمة أكثر من 1.1 مليار دولار، وأشارت تقديرات وكالة "سي تريب" الصينية للسفريات إلى أنه نتيجة لذلك، غادر نحو ثلث سكان المدينة، قبل اجتماع زعماء العالم، المقرر يومي الأحد والإثنين المقبلين.
وبحسب "الألمانية"، فإن هذه هى المرة الأولى التي تستضيف فيها الصين القمة السنوية، وتحرص بكين على أن تعقد دون أي عقبات، ولن تخلو شوارع المدينة فحسب من المارة ولكن من السيارات أيضا، حيث حظرت الحكومة سير نحو نصف وسائل النقل بالسيارات.
وتوقف الإنتاج في المصانع في دائرة نصف قطرها 300 كيلومتر حول المدينة للسماح بانقشاع الضباب الدخاني، وعززت الحكومة المحلية إجراءات الأمن قبل القمة، حيث أقامت 172 نقطة تفتيش مروري.
وتعد هانجتشو أيضا واحدة من بين أهم ثلاثة مراكز للابتكار في الصين إلى جانب كل من بكين وشنجن، وتظهر آخر المؤشرات أن هانجتشو هي المدينة الأسرع نموا في مجال الابتكار، وتعد المدينة هي عاصمة التجارة الإلكترونية أيضا، وموطن خدمات التسليم السريع ومركز مالية الإنترنت دون منازع، وهي تمثل المدينة الصينية الأكثر ريادة في الاقتصاد الجديد.
وهي المدينة التي تتجاوز فيها نسبة مساهمة القطاع الثالث في الناتج المحلي 60 في المائة، كما أن شبكة استئجار الدراجات العادية العامة في هانجتشو، هي الوحيدة التي تم اختيارها من قبل "بي بي سي" ضمن قائمة أفضل المدن من حيث خدمات الدراجات العادية العامة في العالم. وجمعت هانجتشو كل المجد الذي تحلم به أي مدينة، من الحياة إلى التجارة، ومن العلوم إلى التكنولوجيا، واعتمدت هانجتشو في تطورها السريع أساسا على الابتكار، وعلى عكس بقية المدن، قامت هانجتشو في بداية الألفية الجديدة بهدم السور الذي يحيط بالبحيرة الغربية، وألغت تذاكر الدخول، ومن ثم غدت أول مدينة صينية تلغي تذاكر الدخول إلى المناظر الطبيعية من صنف 5-أ.
في المقابل، قامت عدة معالم طبيعية وأثرية أخرى برفع أسعار تذاكر الدخول من عشرات اليوانات إلى مائتين أو ثلاثمائة يوان، وقد هدفت هانجتشو من خلال هذه الخطوة إلى عدم التعويل على السياحة كقطاع أساسي، بل اعتمادها للدخول إلى قطاعات صناعية أخرى وتطوير صناعات جديدة.