غدا .. كرة قدم وأكثر
على أنها كانت عقدة المنتخب السعودي في دورات كأس الخليج، ولم يفز الأخضر على العراقيين فيها إلا مرتين مقابل خسائر فادحة، واحدة سباعية وأخرى رباعية، فالحال ليس كذلك في تصفيات كأس العالم، إذ لم ينجح العراقيون في الفوز على الفريق السعودي ولا مرة، من أصل أربع مواجهات تمت بينهما، فاز منتخبنا في ثلاث وتعادلا في واحدة، أهدر فيها جزائية، كانت يمكن أن تكتب الفوز الرابع.
قبل مباراة الغد، التاريخ المونديالي في صف الأخضر، وأما الجغرافيا فمحايدة، الأرض الماليزية لا تميل لأحد منهما على حساب الآخر، والعراقيون اختاروا ماليزيا تحديدا، لأنها واحدة من ثلاثة بلدان آسيوية لا تشترط تأشيرة دخول مسبقة على المواطن العراقي.
.. ذاك عن الأحداث في التاريخ والجغرافيا، أما الحاضر فالكفتان متقاربتان، مع تفوق طفيف في بعض المراكز على الجانبين، ولكن.. هل ستكون الفوارق الفنية في الأداء هي الحاسمة في مثل هذه المواجهات؟
في كرة القدم، الأداء داخل الميدان، يحسم الأمور أكثر من الإمكانات نفسها، قد تمتلك التفوق في الأخيرة، ولا تسمح الظروف الأخرى بإظهاره، يتراجع الأداء وتخسر المواجهة حتى ولو كانت موازين القوى كلها متوافرة، أما لماذا يحدث ذلك؟ فلهذا أسباب عدة..
أولها التحضير النفسي والبدني والذهني للمواجهة، ثم المؤثرات الخارجية، كمشكلات اللاعب الخاصة في حياته الشخصية أو العامة، وثالثها التفوق المفاجئ غير المتوقع للخصم على أرض الميدان، ما يلخبط الأوراق المرتبة، وآخرها التأثيرات المصاحبة للمواجهة.
في مباراة العراق والسعودية المرتقبة، تعنينا كثيرا الجملة الأخيرة في حسم النزال، إذ يخرج بعض المتابعين للقاء عن حدود المعشب الأخضر، ويرونه أكبر من مباراة كرة قدم فقط، رابطينه بأحداث سياسية واقتصادية ومذهبية، وهذا أمر يمكن تفهمه مع ما تفوح به المتغيرات من حولنا وتأثر في كل شؤون حياتنا، هل لدى أصحاب هذا الاتجاه الحق في ذلك؟
السؤال منطقي، والإجابة المثالية في ظني: لا يهم، نعم لا يهم هل لديهم الحق أم لا؟ فالرأي موجود ومتداول بغض النظر عن صوابه من خطئه، والتعامل يقينا مع وجوده أفضل من إضاعة الوقت في البحث عن صحته من عدمها، ولذلك على لاعبي الفريق السعودي الذين لا يعرفون ذلك أن يعرفوا، ويتأكدوا أن البعض يرى في المباراة المقبلة أكثر من كرة قدم، وأنهم قد يواجهون مقاتلين في الملعب مسلحين بروح عجيبة قبل الفنيات الرياضية.
ما المطلوب من لاعبي الأخضر؟ أن يقابلوا الروح بروح أعلى، والتصميم بالإصرار والتصميم والعزيمة، والثقة بالثقة والتحدي، وأن يظهروا إمكاناتهم الفنية العالية، ويقاتلوا في الميدان كرجل واحد من أجل كسب المواجهة الرياضية، وأن يبرزوا لكل المتابعين حضارية الإنسان السعودي بتحليهم بالروح الرياضية العالية التي تفرضها بعض المواقف والأحداث خلال الدقائق التسعين، نريد فرسانا ينتصرون بشجاعة، ويحتفظون بأدبيات الفروسية في كل ثواني المواجهة المرتقبة.