الصين: قادة«الـ20» توافقوا على التصدي للتدابير الحمائية

الصين: قادة«الـ20» توافقوا على التصدي للتدابير الحمائية
الرئيس الصيني متحدثا خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة العشرين في هانغجو. "إ ب أ"

أعلن الرئيس الصيني شي جينبينج في ختام قمة مجموعة العشرين في هانغجو شرق الصين أن قادة أكبر اقتصادات متطورة وناشئة في العالم اتفقوا على "التصدي للتدابير الحمائية". وبحسب "الفرنسية"، فقد ذكر شي خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماعات التي استمرت يومين أنه تم الاتفاق على دعم نظام المبادلات التجارية المتعددة الأطراف والتصدي للتدابير الحمائية. ويطرح تحرير المبادلات التجارية معضلة لقادة عدة دول يواجهون تصاعد الشعبوية والعداء للعولمة التي يعتقد مواطنيهم أنها ليست في مصلحة الناس البسطاء.
ولم يعلن شي عن تدابير محددة اتخذها القادة لتحرير التجارة في حين تتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الصين بارتكاب مخالفات في حين تضع عوائق أمام الدخول إلى سوقها الهائلة. وقال شي إن الاعتماد على السياسة النقدية والضريبية لتحفيز النمو لا يكفي، مضيفا أننا نحتاج إلى إعادة تشغيل محرك النمو من خلال الابتكار، مشيرا إلى أن مجموعة العشرين تبنت "مبادئ توجيهية" لإدارة سياسة النمو وصفها بأنها "أول إطار عالمي لقواعد الاستثمار المشترك" دون مزيد من التفاصيل، وتمثل مجموعة العشرين للدول المتطورة والناشئة 85 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي للعالم وثلثي سكانه. ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" فقد أخذ زعماء مجموعة العشرين راحة أمس بعد جدول أعمال مزدحم وقاموا برحلة بحرية في البحيرة الغربية في مدينة هانغجو شرقي البلاد.
ومنحت صورة الرئيس الصيني شي جين بينج وهو واقف وسط زعماء الدول صاحبة الأسواق الصاعدة والدول المتقدمة إشارة قوية مفادها: "إننا في ذات القارب، وهذه المرة في نفس المسار الذي تسلكه الصين".
وقبل ساعات مضت، أشار الرئيس شي، زعيم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى القوارب بشكل مجازي للتأكيد على ضرورة بذل الجهود المشتركة، وذلك خلال خطابه لزعماء الاقتصاديات الرائدة الذين أتوا لحضور هذا الاجتماع السنوي.
وقال الرئيس الصيني: " بتكتلنا جميعا وإدراكنا أننا في القارب ذاته ونواجه المصير ذاته، نستطيع خوض غمار بحور الاقتصاد العالمي الهائجة، والبدء في رحلة جديدة صوب النمو المستقبلي. ودعونا نجعل قمة هانغجو نقطة انطلاق جديدة وأن نقود سفينة الاقتصاد العالمي العملاقة نحو رحلة جديدة من ساحل نهر تشيانتانج إلى المحيط الواسع".
وجاءت قمة هانغجو بالنسبة لأكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، كفرصة لإظهار أن الصين لديها ما يلزم للمساعدة على قيادة الانتعاش الاقتصادي العالمي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها الرئيس شي رئاسة قمة مجموعة العشرين، ويتمنى كثيرون أن يسهم ثقل الصين في تحديد المسار للنمو العالمي.
وخلال حديثه في أعقاب مصافحته لزعماء دول مجموعة العشرين، قال الرئيس إنه يأمل في أن تفضي القمة إلى علاج من شأنه أن يأخذ الاقتصاد العالمي إلى مسار النمو السليم، مضيفا أن العلاج سيقوم على نهج متكامل لإصلاح كل من الأعراض والأسباب الجذرية لدفع النمو الاقتصادي على سبل قوية ومستدامة و متوازنة وشاملة.
وتولى الرئيس الصيني منصب زعامة الحزب الصيني في مدينة هانغجو "جنة على الأرض" كما وصفها الرحالة ماركو بولو في القرن الثالث عشر، ونما اقتصاد هانغجو بمعدل 10.8 في المائة في النصف الأول من هذا العام، وهو الأسرع نموا ًبين أكبر المدن في الصين.
ورغم أن الصين تعد أكبر دولة في تعداد السكان وثاني أكبر اقتصاد عالمي، لديها مؤهلات القيادة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، من ضمنها أن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل 6.7 في المائة في الربع الثاني من هذا العام، وهو المعدل الأدنى منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008. وبتوليها رئاسة قمة العشرين الحالية، فإن لدى الصين فرصة متميزة للمشاركة في تصميم رفيع المستوى في حوكمة الاقتصاد العالمي. وأحد أهداف الصين من رئاسة قمة العشرين هو الدفع إلى التحول من آلية الاستجابة للأزمات التي تعتمد على السياسات قصيرة الأجل إلى الحوكمة طويلة المدى المتراوحة بين السياسيات متوسطة إلى طويلة الأجل. وعززت الصين من مساهمتها في مجموعة العشرين، وفي الحوكمة الدولية بشكل عام، بشكل متطور وتدريجي، ومرت ثماني سنوات منذ انعقاد قمة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن عام 2008 في وسط الأزمة المالية العالمية. وكان مصطلح الحوكمة الاقتصادية في الماضي لا يمثل شيئا ولكنه مع الوقت أصبح شائعا لدى أغلب الصينيين، وقال القادة الصينيون مرارا وتكراراً إن مساهمة الصين الأكبر في العالم ستأتي من خلال ترتيب بيتها من الداخل.
وفي الحقيقة، فإن مصطلح الحوكمة العالمية دخل لغة السياسة الصينية الرسمية في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وبعد سنوات فإن البعض يعتقد أن الرئيس الصيني هو الذي منح المصطلح مكانته.
وقال وانج وين العميد التنفيذي في معهد تشونجيانج للدراسات المالية في جامعة رنمين في الصين، إن الرئيس الصيني لعب دورا مهما للغاية بصفته الشخصية في مساهمة الصين في الحوكمة الدولية.

الأكثر قراءة