سواعد المتطوعين توصل حاجا وتطعم آخر
بكرم ضيافة وحسن استقبال للحجيج، ينم عن حسن الخلق والمعدن الأصيل، عمد بعض الشباب السعودي إلى تخصيص عدد من المواقع في مشعر عرفة من أجل تقديم وجبات غذائية مجانية وعصائر لضيوف الرحمن.
عمل الشباب على تخصيص تلك المواقع منذ البارحة تفادياً للازدحام، ولكي يتمكنوا من الحصول على مواقع قريبة ومميزة لتقديم تلك الوجبات للحجاج اليوم في عرفة، حيث جاءت هذه اللفتة ضمن واحدة من صور وشواهد تعاون أفراد الشعب السعودي بمختلف فئاتهم، حُباً في خدمة ضيوف الرحمن، وتأمين كل ما يحتاجون إليه.
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية، لتؤكد أن المملكة قيادة وشعباً، أياً كانت مواقعهم، هم في خدمة ضيوف الرحمن، إذ يعد العمل التطوعي الميداني، لاسيما في مثل هذه الأيام، التي هي فرصة لا يُمكن أن تُفوت خاصة أن المستفيد منها هم حجاج بيت الله الحرام، ليحظى المتطوعون بشرف الزمان، والمكان معاً، فلا يوجد أسمى من خدمة الحاج، كي يُتم النسك بكل يسر وسهولة.
ووصل عدد بعض المشروبات، والوجبات، لبعض الشبَان المتطوعين، إلى أكثر من 125 ألفاً، في حين تم تخصيص عدد من المركبات الكبيرة لنقل تلك الوجبات من مكة المكرمة، إلى عرفات، في جو من الراحة، والهدوء، والسكينة،
وقال لـ"الاقتصادية" عبدالله الحربي، وهو أحد أولئك الشبَان، إن عديدا منهم يقومون منذ مساء يوم التروية، بالذهاب إلى عرفات، من أجل تخصيص مواقع خاصة لهم، وذلك بإيقاف مركباتهم في مواقع قريبة من توافد الحجيج هناك، كي يقوموا اليوم بتوزيع الوجبات، والمشروبات، والمياه، مجاناً على حجاج بيت الله الحرام، لافتاً إلى أنهم بهذه الطريقة يتفادون الازدحام، ويصلون بكل يسر وسهولة لخدمة ضيوف الرحمن.
وأضاف،"هناك أيضاً من الحُجَاج من يقوم اليوم بشراء عديد من الوجبات من مشعر عرفات، ويقدمها بدوره إلى حُجَاج آخرين بصورة مجانية، في صورة تُجسد كل معاني الأخوة، والإنسانية بين ضيوف الرحمن، مهمشين بذلك كل الاختلافات، والخلافات، التي بينهم، فكما فرقتهم ظروف أوطانهم، جمعت شتاتهم، ووحدت كلمتهم، وهدفهم، أطهر بقاع الأرض".
وتابع، "عديد من المتطوعين لا يرغبون في إظهار أنفسهم، والكشف عن أسمائهم، لاسيما في مثل هذا العمل الذي يعد لوجه الله تعالى، كما وصلت مظاهر العمل الخيري، إلى قيام آخرين بشراء الوجبات بشكل كامل من الباعة هناك، وتوزيعها بالمجان، حيث يستغرق توزيعها نحو ثلاث ساعات"، مضيفا، "عديد من الشبَان يقومون بمثل هذه الطريقة، في مساء يوم التروية، أي قبل توجه الحجيج إلى عرفة، حيث يتم تجهيز عديد من الوجبات، والعصائر، والمياه".