الأطفال في الحج .. الأكثر عرضة للضياع والمرض
على الرغم من التحذيرات المستمرة التي يطلقها الأطباء في كل عام للتحذير من مغبة اصطحاب الأطفال إلى المشاعر المقدسة ومن هم دون سن البلوغ إلى الحج، وذلك لعدة أسباب، منها أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وأكثر عرضة للضياع بسبب الازدحام الشديد أثناء الحج إضافة إلى ما أكد عليه العلماء من أن الطفل لا يلزمه شرعا حج ولا عمرة ورغم ذلك كله إلا أن مواسم الحج ما زالت تشهد حضورا كبيرا للأطفال من مختلف الأعمار بدءا من الرضع وحتى منهم دون سن البلوغ، حيث يصطحبهم ذويهم لأداء شعائر الحج دون استشعار بما قد يصيبهم".
بعثة "الاقتصادية" في المشاعر المقدسة طرحت سؤالا على عدد من الآباء الذين اصطحبوا أطفالهم في رحلة الحج لمعرفة الحكمة وراء وجودهم في هذه الرحلة فمحمد المصري اصطحب طفله لأنه يرى أن رحلة الحج هي فرصة لتعليم الطفل وتعويده على أداء فريضة الحج في سن مبكرة.
وفي ما يتعلق بالجانب الصحي أكد محمد اهتمامه الكبير بوقاية طفله قبل حدوث أي طارئ، مشيرا إلى اصطحابه بعض الأدوية لأي طارئ قد يصيب الأبناء. أما الحاج فضل الرحمن باكستاني الجنسية الذي اصطحب معه أبناءه الاثنين، مضطرا لذلك على حد تعبيره، فهو لم يجد هو وحرمه من يتركونهم عنده نظرا لقدومهم من قرية نائية وعدم وجود أحد من ذويهم في باكستان إلا أن أبناءه عبروا عن فرحهم بهذه التجربة وما شاهدوه من حركة الحجاج ورمي الجمرات وغيرها من المشاهد التي لفتت انتباهم". وفي ذات السياق أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور أبوبكر عبدالوهاب استشاري طب الأطفال، أن حمل الأطفال من سن الرضاع إلى سن عشر سنوات ضرره عليهم أكبر من فائدته، نظرا لما يواجهونه في الحج من مشكلات صحية إضافة إلى ضعف مناعة الأطفال وعدم قدرتهم على مواجهة الكثير من الأمراض.
وأكد الدكتور عبدالوهاب أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى كالتهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والنزلات المعوية، إضافة إلى أنهم أكثر عرضة لفقدان السوائل من الكبار، إما بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو أو بسبب قلة المياه التي يستهلكها الأطفال، كما أن تعرضهم للإرهاق يؤدي إلى تعبهم ويقلل من شهيتهم. وسجلت عدسات الكاميرات الكثير من مظاهر العناية التي يحظى بها الأطفال في كل مكان يدلفون إليه، فرجال الأمن يتلقونهم بالابتسامة والعناية والرعاية، وضيوف الرحمن يوسعون لهم الطريق، ويقدمونهم على أنفسهم في تأدية المناسك، في صور من أبهى صور التلاحم والتراحم بين المسلمين.
كما يحرص أهل "الأطفال الحجاج" على توثيق رحلة الحج بأخذ عديد من الصور، و"السيلفي" وتسجيل مقاطع الفيديو في رحلة تمتزج بالكثير من مشاهد الفرح، والمرح، والاستمتاع، ولا تخلو من عديد من المواقف والمشاهد الطريفة.