الفيصل: المملكة لن تتوانى في حماية مقدساتها وستردع كل معتد
قال الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، "إن المملكة ستردع كل معتد، ولن نتوانى أبدا في حماية بلادنا، ولن يدنس أي شبر من أراضيها المقدسة".
وأضاف أن "الحزم في تطبيق الأنظمة على الحجاج ليس شدة عليهم إنما حرص على سلامتهم وعلى أمنهم"، مؤكدا أن المملكة لن تسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفه عامة لأمور أو شعارات سياسية.
ورفع أمير مكة المكرمة، خلال مؤتمر صحفي في مكة المكرمة أمس - باسمه وباسم المشاركين من الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والأفراد المتطوعين من نساء ورجال في خدمة حجاج بيت الله الحرام - الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على متابعته الحثيثة والدائمة في كل ما من شأنه تأمين وسلامة الحجاج في هذا العام.
وأكد الأمير خالد الفيصل أن وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم ويقفون على هذا الصعيد تحفهم السكينة والطمأنينة، رافعين راية الإسلام الخضراء التي شعارها الإسلام دين سلام، رسالة يوجهونها إلى العالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب.
وقال "إن عددا قليلا من المسلمين حاولوا تشويه صورة المسلمين في العالم بهذه الطريقة التي لا يقبلها الإسلام، وهؤلاء المليونا حاج الذين وقفوا أجابوا بكل ثبات وبكل ثقة بنفوسهم وبدينهم وبهذه الدولة التي قدمت لهم الخدمات، ثم نزلوا يحملون راية الإسلام"، مؤكدا أن هذا الحشد العظيم الذي يتوجه إلى مكة المكرمة منهيًا هذه الرحلة الإيمانية بالطواف حول الكعبة المشرفة في الحرم الشريف في اتجاه واحد وبتوجه واحد هو الذي يمثل الإسلام دين السلام. وحول الخطط المستقبلية لتطوير مكة المكرمة أوضح أن هناك خططا لتطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والبعض منها قد ابتدأ وهي تحت التنفيذ، وبعضها تحت الدراسة، إضافة إلى أن هناك مشاريع ستعرض على خادم الحرمين لتطوير المشاعر المقدسة ليبدأ العمل بها العام المقبل".
ونوه الفيصل بما شهده حج هذا العام من تناقص في عدد الذين يدخلون المشاعر المقدسة بدون تصريح رسمي أو تأشيرات الحج وتضاؤل تلك الأعداد، لافتا إلى أنه قبل سنوات كان عدد المخالفين يصل إلى 50 في المائة من الحجاج وتناقصت بصفة مستمرة من عام إلى آخر، حيث بلغ عدد المخالفين العام الماضي 30 في المائة، وتناقص العدد في هذا العام ليبلغ عدد المخالفين 5 في المائة، مؤكداً أن نسب المخالفين في تناقص، مشيدا بجهود رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وقاموا بواجبهم خير القيام، مؤكدا أنهم يستحقون كل الشكر والتقدير على ذلك.
وعن الرسالة التي تود المملكة أن توصلها إلى العالم أجمع عبر الحج قال "إن الرسالة التي تسعى المملكة إلى إيصالها هي أن الإسلام دين السلام"، داعياً قادة العالم الإسلامي من السياسيين والعلماء والمفكرين إلى محاربة الطائفية والتفرق المذهبي بين المسلمين، مؤكدا أن الدين الإسلامي دين واحد، وأن المسلمين لو رجعوا إلى الكتاب والسنة لذابت كل الفوارق ولن يتفرقوا ولن تدخل الشوائب على الإسلام لتغير المسارات التي بدأ بها".
وعن إمكانية استغلال إيران والحجاج الإيرانيين الحج لو قدموا في الأعوام المقبلة قال "المملكة لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية، وما يفعله الإيرانيون في بلادهم هم أحرار فيه، ولن نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفه عامة لأمور أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية، فالحاج يأتي من جميع أنحاء العالم لهذه الأراضي المقدسة بقصد واحد وهو العبادة، وأن يؤدي هذا الركن الخامس من أركان الإسلام".
وعن التطرف والغلو الذي يهدد وحدة المسلمين ومستقبلهم ويشوه صورة الإسلام في العالم أجمع وكيفية التخلص منه، أكد أن المملكة كانت أكبر وأول المتضررين من الغلو والتطرف والإرهاب وهي أول من دعا إلى مكافحة الإرهاب عالمياً ودولياً، وكانت جميع الدول الكبيرة والصغيرة عندما بدأ ضدنا الإرهاب في بلادنا كانوا شبه راضين، وكانوا يتندرون عندما كان قادتنا يقولون بوضوح "إذا سكتم عن هذا الإرهاب فسيصل إليكم"، لكنهم ضحكوا وتبسموا لهذا الكلام إلى أن وقعت الواقعة وصار الإرهاب لديهم والآن يطالبوننا نحن بإيقاف الإرهاب.
وقال "نحن أول من اشتكى من الإرهاب وأول هدف له، وإن من بدأ في حربه على الإرهاب اليوم وليس قبل 20 سنة فهو متأخر".
وأضاف "المملكة يشرفها أن تستقبلكم هذا العام وكل عام، أي إنسان يريد أن يحج سواء من إيران - إذا سمحت له الحكومة الإيرانية - أما رسالتي إلى القيادات والحكومة الإيرانية فهي أنني أدعو الله - سبحانه - أن يهديهم وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وفي سورية وفي اليمن وفي كل أنحاء العالم، أما إذا كانوا يجهزون لنا جيشا لغزونا فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد ويحاربنا متى ما أراد، نحن - بعون بالله وتوفيقه - سنردع كل معتدٍ ولن نتوانى أبداً في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، ولن يدنس أي شبر من بلادنا ومنا إنسان على وجه الأرض"، مبيناً أن الإسلام في المملكة هو الكتاب والسنة، وهما دستور المملكة، "وهذا هو الإسلام الذي نعرفه".
وأشار في إحصائية لأرقام حج هذا العام إلى أن عدد العاملين في الحج من رجال الأمن ومدنيين وموظفي الدولة بلغ أكثر من 300 ألف شخص قاموا بخدمة ضيوف الرحمن، مبيناً أنه أعيد من المخالفين ممن قدموا للحج بدون تصريح 426 ألفا، كما أعيد كذلك 172 ألف مركبة مخالفة، وتم ضبط 54 حملة حج وهمية، كما وزعت لجنة السقايا والرفادة لإمارة منطقة مكة المكرمة التي تشرف على المؤسسات الخيرية في هذا العام 12 مليون وجبة وعبوة مياه على ضيوف الرحمن.
ولفت إلى أنه في هذا العام كان هناك مشروع للمطابخ المتنقلة والمتحركة حيث قدمت وجبات لـ 700 ألف حاج طبقت فيها أعلى معايير السلامة الغذائية، تحت مسمى "مشروع الغذاء للحجاج"، وستعمم في العام المقبل في جميع المخيمات في الحج.