«سوق المباركية» إرث الكويت التاريخي وأهم معالمها السياحية

«سوق المباركية» إرث الكويت التاريخي وأهم معالمها السياحية
تزخر سوق المباركية بعديد من المقتنيات الأثرية القديمة.

لم تقتصر سوق المباركية التاريخية الواقعة في منطقة القبلة في قلب دولة الكويت، التي يعود تاريخها لقرابة 200 عام، على كونها سوقا وتجمعا تجاريا لتجار أهالي الكويت فقط، بل دونت لتكون أحد أبرز المعالم السياحية خليجيا، التي يقصدها السائح الزائر إلى الكويت ليضع في جدوله السياحي زيارة هذا المعلم التاريخي، الذي يحتوي على عبق الماضي والتاريخ العريق للكويت.
وتزخر سوق المباركية، التي سميت على اسم الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت سابقا، بعديد من المقتنيات الأثرية القديمة، الذي يعود تاريخها لمئات السنين، والتصميم الهندسي التراثي للمحال التجارية المصطفة بأبواب خشبية والمسقوفة بالأخشاب والصفائح الحديدية القوية التي تغطي المحال التجارية والممرات بين الأسواق للوقاية من حرارة الشمس وتقلبات الجو.
فالسائح الذي يقصد هذه السوق سيعيش أجواء الأسواق التراثية القديمة، سواء بمقتنياتها ومحتوياتها أو تصميمها، وتحتضن السوق مئات المحال التجارية التي تحوي أقساما عديدة منها سوق الذهب، والزل، وسوق الصفافير، وسوق السلاح وغيرها.
ونشأت سوق المباركية على يد التجار الكويتيين، الذين كانوا يجلبون بضاعاتهم من العراق والهند وإفريقيا عبر السفن ويلتقون في هذه السوق لتبادل البضائع، وأخذت السوق شهرة واسعة على مستوى الخليج، ولا سيما أنها السوق المغذية لدول مجلس التعاون، ومن بعدها أصبح ملتقى تجاريا لتجار الخليج العربي.
وأكد لـ "الاقتصادية" عدد من تجار السوق أنها تعد بالنسبة لهم المحطة الأولى للانطلاق إلى عالم الأعمال وأنها أحد أبرز معالمه، حيث قال حسن بن أحمد (75 عاما) إنني منذ أكثر 52 عاما، وأنا أعمل في السوق متنقلا بين المحال التجارية فبداية عملت مع والدي وبعدها استقللت بتجارتي.
وأبان أن هذه السوق هي تراث وتراب الكويت، فتجار الكويت نشأوا منها فكانوا قبل أكثر من 200 سنة يجلبون تجارتهم من بلاد الهند وإفريقيا وكذلك العراق ويلتقي جميع التجار في هذا المكان يتبادلون البضائع، مشيراً إلى أنها كانت بالنسبة لأهالي الخليج كانت حاضرتهم وباديتهم يسافرون برا على ظهور إبلهم لتبادل التجارة والتزود بالبضائع من هذه السوق.
وقال محمد بن يعقوب (65 عاما) أحد ملاك محال بيع الخوصيات إن محله ورثته أبا عن جد فعمر المحل يفوق 100 عام، ويقوم فيه بصناعة الخوصيات وبيعها على الزبائن، فجميع أنواع الخوصيات من أوان ومهاف وسفر طعام وزبيل وقشة يقوم بصناعتها بمساعدة عمال المحل وبيعها هنا.
وأشار إلى أن سوق المباركية سوق تراثية أصيلة والحكومة الكويتية حافظت على تاريخها، وقامت بكثير من الترميمات والإصلاحات في كامل السوق للحفاظ على معالمها التاريخية والقديمة، لأنها إرث تاريخي وهي أقدم سوق خليجية، مبينا أنها تعد معلما من معالم الكويت، ويرتادها السيّاح من خارج البلاد لبساطتها وأسعارها المناسبة لجميع المستهلكين.
وأكد عمر الشمري أحد الزوار للسوق من السعودية أنه يحرص على زيارة السوق بشكل سنوي أثناء زيارته للكويت والتزود ببضائعه التي تكون في متناول يد الجميع.
وقال إن جميع ما تحتاج إليه تجده في سوق المباركية بأسعار مناسبة، خلاف ما تحويه من معالم تراثية، تعتبر "فرجة" للسائح، لافتا إلى أن هذه السوق تعتبر تحفة معمارية تراثية استطاعت الكويت الحفاظ عليها فجميع إرث وتاريخ الكويت يتلخص في سوق المباركية، ويرتاده الزوار والسياح من مختلف الدول العربية، وكذلك الأجنبية فهي مزار سياحي لزوار الكويت.

الأكثر قراءة