الإرهاب هو الإرهاب

ينبغي أن نتعامل بمنتهى الوضوح والصرامة مع الإرهاب. لا تعنينا التبريرات التي تؤدي لتمييع فكرة التصدي للإرهاب. لا يعنينا من يوجه إليه هذا
الإرهاب. إن الفكرة الأساسية أن الإرهاب أيا كانت ضحيته مدان. وهنا لا بد من التفريق بين المواجهات الشريفة في ميادين القتال، والنهج الملعون الذي مارسته القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من أطياف الشر.
إن المملكة كانت ولا تزال تدين الإرهاب بكل أشكاله، وأينما اتجهت بوصلته، سواء كانت بوصلة هذا الإرهاب تستهدف المملكة، أو تستهدف كما حصل في الأيام الأخيرة مصر أو الصومال أو سواها من الدول.
إن داعش التي أزهقت أرواح أبرياء في مختلف أرجاء العالم، لا يتعاطف معها إنسان سوي، ولا يبرر جرائمها عاقل. وانحسار داعش في العراق وسورية، لا ينظر له بارتياب أو تهيب إلا من يعاني قصر النظر، هذا إذا أحسنا النوايا في سلامة مقاصده.
لقد كانت الفوضى في العراق وسورية واليمن أيضا، هي الحاضن الأبرز للدواعش والقاعديين والحوثيين وسواهم من المتطرفين. واستمرار الفوضى وعدم سيادة السلام هدفا وغاية عندهم. ونقل هذه الفوضى إلى الدول المستقرة أحد أبرز الاستراتيجيات التي يعملون عليها. وهم في كل هذه الأفعال الخبيثة، يخدمون أجندة تصب في مصلحة أعداء معظم الدول العربية والإسلامية.
إن بعض التساؤلات المستمرة، حول ما بعد حقبة انحسار داعش، تحاول أن تلغي من ذاكرة العقلاء جرائم داعش، التي استهدفت ولا تزال مساجد وصوامع وكنائس وجنودا وبشرا أبرياء من مختلف الجنسيات.
نهاية داعش هي نهاية لصورة قبيحة وكئيبة من العمل والسعي لتدمير الإنسان. ونهاية لصورة دأب أعداء المسلمين على استخدامها باعتبارها عنوانا للسلام وللمسلمين، وفي هذا ظلم وحيف كبيران. فالسلام هو الصيغة الأولى التي تقود خطوات كل مسلم سوي، والمسلم الحقيقي يردد السلام طوال يومه تجاه من يعرف ومن لا يعرف.
استهدفت داعش تنفير الشباب من مجتمعاتهم، وتزيين الخروج عن طاعة آبائهم وتثويرهم وتحويلهم إلى حيوانات لا تعرف سوى القتل. ولا ترعوي هذه الكتيبة الملعونة وسواها من كتائب الشر، عن التمترس بالأطفال والنساء والعجائز، واستخدامهم كحوائط بشرية. مثل هذه الوحوش الغبية الدفاع عنها لا يليق أبدا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي