تقرير: 55 دولارا للبرميل يتسق مع تقديرات إيرادات موازنة 2017
قال تقرير صادر من "جدوى للاستثمار"، إن سعر 52 دولارا للبرميل لسلة صادر الخام السعودي (نحو 55 دولارا للبرميل لخام برنت) ومتوسط إنتاج في حدود 10.1 مليون برميل في اليوم للعام 2017 يتسق مع تقديرات الإيرادات الواردة في الميزانية.
وتوقع التقرير أن الحكومة قدرت الميزانية وفقا لالتزامها مع "أوبك"، الذي تم الاتفاق عليه في تشرين الأول (أكتوبر)، لذلك ستخفض إنتاجها بنحو 300 ألف برميل يوميا، على أساس سنوي. ولكن، لا يزال السيناريو الأساسي لتوقعاتنا هو 10.4 مليون برميل في اليوم، بناء على عدد من المخاطر تتعلق بعدم التزام أعضاء "أوبك" الآخرين بالخفض، وليس المملكة، ما يؤدي إلى عدم تنفيذ اتفاق "أوبك".
وبناء على ذلك، توقعت "جدوى" أن تتخطى الإيرادات الحكومية عام 2017 المستويات المقدرة في الميزانية، معتقدة أن التدابير الرامية لزيادة كفاءة الإنفاق ستجعل المصروفات الفعلية تتوافق مع المصروفات المقدرة في الميزانية التي تبلغ 890 مليار ريال. كما توقع تقرير "جدوى"، أن يأتي العجز الفعلي أقل مما تم تقديره في الميزانية وسيبلغ 162 مليار ريال (6.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي) بناء على سعر للنفط عند 54.5 دولارا للبرميل لخام برنت عام 2017.
وأقر مجلس الوزراء أمس ميزانية الدولة للعام المالي 2017، وأكدت بنودها التزام الحكومة المتواصل بالمحافظة على مستوى مرتفع من الإنفاق، كما أنها جاءت متسقة مع هدف برنامج التحول الوطني المتمثل في الوصول إلى ميزانية متوازنة بحلول عام 2020.
وأكدت الحكومة التزامها بدعم الاقتصاد بإقرارها ميزانية توسعية بلغ حجم الإنفاق فيها 890 مليار ريال، مقارنة بإنفاق بقيمة 840 مليار ريال في ميزانية عام 2016. وبناء على إيرادات تبلغ 692 مليار ريال، فقد جاءت الميزانية بعجز أقل من السنة الماضية بلغ بالقيمة الاسمية 198 مليار ريال. وسيتواصل تمويل هذا العجز عن طريق المزاوجة بين السحب من الموجودات الأجنبية والدين من مصادر محلية وخارجية.
وأشار بيان الميزانية إلى خطط لإصدار سندات دين جديدة بمبلغ 120 مليار ريال، الذي نتوقع أن يؤدي إلى زيادة إجمالي الدين في نهاية عام 2017 إلى 433 مليار ريال (16.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي)، مرتفعا من 317 مليار ريال عام 2016. وفي تشرين الأول (أكتوبر)، بلغت حسابات الحكومة لدى "ساما" 216 مليار ريال، بينما تراجع صافي الموجودات الأجنبية بنحو 72.6 مليار دولار خلال الفترة من بداية العام حتى تشرين الأول (أكتوبر) لتصل إلى 544 مليار دولار (85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي).
وكجزء من تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2020 "ورؤية المملكة 2030"، ورغم استمرار انخفاض أسعار النفط، أقرت المملكة زيادة الإنفاق في ميزانية عام 2017 مقارنة بمستوى الإنفاق سواء التقديري أو الفعلي في ميزانية 2016. ولكن، إذا أخذنا في الحسبان مبلغ الـ105 مليارات ريال التي صرفت كمدفوعات متأخرة للمقاولين، فإن إجمالي الإنفاق الفعلي عام 2016 يكون قد بلغ 930 مليار ريال، ما يعني أن الإنفاق عام 2017 أقل من عام 2016.
وتضمن بيان الميزانية لهذا العام مستوى غير مسبوق من التفاصيل والشفافية فيما يختص بالتوزيع الوظيفي للنفقات. وبقي قطاعا التعليم والرعاية الصحية يمثلان أهم بنود الإنفاق الحكومي في الميزانية، حيث شكلت مخصصاتهما مجتمعين نحو 40 في المائة من إجمالي الإنفاق، بينما حظي قطاع الخدمات الأمنية والعسكرية بأكبر نصيب من الإنفاق، حيث شكلت حصته منفردا نحو 32 في المائة من الإجمالي.
وزاد الإنفاق الرأسمالي بدرجة كبيرة إلى 262 مليار ريال عام 2017، مقارنة بمبلغ 76 مليار ريال في ميزانية عام 2016. وهذه الزيادة تشير إلى تركيز الحكومة القوي وعزمها على دعم نمو القطاع الخاص، كما تم تخصيص مبلغ 42 مليار ريال لمبادرات برنامج التحول الوطني، منها 30 مليار ريال تندرج تحت الإنفاق الرأسمالي.
وتضمن بيان ميزانية عام 2017 تفاصيل لبرنامج تعادل الميزانية، وهو أحد البرامج المهمة في "رؤية المملكة 2030". ويشتمل هذا البرنامج على جميع الإصلاحات المتعلقة بالوصول إلى ميزانية متعادلة بحلول عام 2020، وتضمن إنشاء وحدة مهمتها ترقية الإيرادات غير النفطية ووحدة أخرى لترقية كفاءة الإنفاق العام. كذلك، اشتمل بيان الميزانية على شرح لعديد من المبادرات الواعدة التي تتسق مع "رؤية المملكة 2030".
وقدر بيان الميزانية الإيرادات غير النفطية بنحو 212 مليار ريال، بنمو كبير بلغت نسبته 17.8 في المائة و6.5 في المائة مقارنة بالإيرادات التقديرية والفعلية في ميزانية 2016، على التوالي. وسيكون المصدر الأساسي لنمو الإيرادات هو الدخل الاستثماري، حيث يرجح أن يعزز صندوق الاستثمارات العامة عائدات الاستثمار بفضل فعالية أسلوبه في إدارة الثروة السيادية. كذلك، قررت الميزانية نموا كبيرا في رسوم ومصاريف الخدمات عام 2017.
وقال تقرير "جدوى" إن أداء ميزانية عام 2016 جاء قريبا من التوقعات، بعجز بلغت قيمته 297 مليار ريال، أو 12.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات جدوى للاستثمار: 265 مليار ريال، ما يعادل 11.2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي). ويشير هذا العجز إلى تحسن واضح مقارنة بالعجز القياسي الذي تضمنته ميزانية عام 2015 والذي بلغت قيمته 362 مليار ريال، حيث بلغ إجمالي الإنفاق الفعلي 825 مليار ريال، وجاء أقل من المبلغ المقرر في الميزانية، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ عام 1998. حتى لو أخذنا في الاعتبار مبلغ الـ105 مليارات ريال التي تم دفعها كمستحقات للمقاولين عن التزامات سابقة لعام 2016، نجد أن نسبة تجاوز الإنفاق بلغت 10.7 في المائة عام 2016، وهي نسبة تقل كثيرا عن متوسط معدل تجاوز الإنفاق خلال الفترة بين عامي 2005 و2015 التي بلغت 24,4 في المائة. ومن ناحية أخرى، جاء النمو السنوي في الإيرادات غير النفطية قويا، ولكن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تراجع إجمالي الإيرادات بنسبة 14.3 في المائة مقارنة بعام 2015.
وأظهرت البيانات الاقتصادية الأولية لعام 2016 استمرار تباطؤ الاقتصاد السعودي عام 2016، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي الفعلي نموا بنسبة 1.4 في المائة (تقديرات جدوى للاستثمار: 1.1 في المائة). وتباطأ نمو القطاع الخاص غير النفطي إلى 0.1 في المائة، على أساس المقارنة السنوية (تقديرات جدوى للاستثمار: 0.7 في المائة)، وجاءت أعلى معدلات النمو من نصيب قطاعي النقل والتمويل. وتضمن بيان الميزانية، ولأول مرة، توقعات لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2017 الذي قدره بـ 2 في المائة (تقديرات جدوى للاستثمار: 0.4 في المائة).