جولة لمدة عام حول الكمان الكبير الراكز .. التشيلو

جولة لمدة عام حول الكمان الكبير الراكز .. التشيلو

لنتصور صورة لعازف تشيلو. الاحتمالات هي أن تظهر شابة جذابة في تدفق كامل لإصدار الموسيقى، جسمها يتقوس في تدفق من الطاقة الجسدية، تعابيرها مثل روح ممسوسة. تلك الصورة هي لجاكلين دو بريه، الموسيقية التي أسرت القلوب في الستينيات، قبل أن تستسلم للبداية المأساوية لمرض لتصلب المتعدد.
الصورة معروفة جدا حيث أصبحت رمزا لكل ما يمثله عازف التشيلو. بالمثل، إذا طلب من أحد محبي الموسيقى ذكر تسجيل واحد لآلة التشيلو، من المرجح أن تكون دو بريه تعزف كونشيرتو تشيلو لإلجار، أداء تم منحه مكانة عريقة.
على أن هناك ما يتعلق بالتشيلو أكثر من خمسة أو ستة من مؤلفات الكونشيرتو الرومانسية التي يتم عزفها في قاعات الحفلات الموسيقية.
حان الوقت لتتخذ آلة التشيلو منعطفا منفردا على المنصة. كل عام كينجز بليس في لندن يبدأ مهرجانا لمدة 12 شهرا يركز على موضوع واحد، موضوعات الاستطلاعات السابقة تشمل موسيقى موزارت، وباخ والموسيقى البسيطة. هذه شملت برامج كانت أكثر بروزا لكونها على نطاق شامل أكثر مما كانت بارزة بسبب خيالها، لكن مهرجان عام 2017 - "تشيلو أنرابد"، برعاية هيلين والاس - يعد بشيء أكثر من ذلك.
على مدى 49 مناسبة، كان هناك 34 عازف تشيلو وفرقة تشيلوفوني سوف يمنحون آلتهم صورة في الجولة، وهو منظور من 360 درجة يشمل آلة تشيلو مبكرة ومعاصرة، وتشيلو مع مصاحبة أحد المغنين، وتشيلو الجاز، وآلات تشيلو مع إلكترونيات، وكل شيء يفوق التصورات.
إذا كان مهرجان واحد يستطيع أن يحشر في أذهان الناس فكرة أن حفلات الكونشيرتو الرومانسية هي مجموع ما هم مهم في جعبة التشيلو، فهذا هو.
من المفيد أيضا أن كينجز بليس صغير جدا على نحو يجعل من غير الممكن أن يستضيف فرقا سمفونية كاملة الحجم التي تعزف مقطوعات الكونشيرتو مثل دفورجاك وإلجار، لذلك ليس هناك مكان لها. المسرح مجاني للفرق الصغيرة والمغامرة، المهملة والمبتكرة.
بالنظر إلى أن معظم عازفي التشيلو يبدأون بتعلم القطع الرائعة المعروفة، من المستغرب أن الكثيرين يجدون طريقهم إلى الأساليب المتنوعة تماما من العزف التي يملكها مهرجان "تشيلو أنرابد".
ما هو الطريق من طالب يعزف مقطوعة لباخ إلى تشيلو تانجو؟ كيف يصبح العازفون ماهرين لأمسيات من "التشيلو والحاسوب المحمول" أو "التشيلو مع العود والطبلة"؟
هناك عازف واحد يتمتع بمكانة في العديد من المخيمات هو نيكولاس التستيدت، عازف التشيلو الفرنسي الألماني الذي كان فنان الجيل الجديد على شبكة بي بي سي في بداية العقد الثاني من الألفية.
حفلتاه في مهرجان "تشيلو أنرابد" مختلفتان. واحدة هي قطعة تقليدية من تأليف هايدن؛ والأخرى تظهر أداء يعرض لأول مرة في المملكة المتحدة لعمل جديد من قبل هوشكا، وعازف الهيب هوب السابق فولكر بيرتيلمان، الذي اشتهر بموسيقاه المرتجلة على آلة البيانو المجهزة.
يقول التستيدت: "خلال حياتك أنت بحاجة إلى معالجة مجموعة متنوعة من الأساليب، إذا كنت ستعبر عن نفسك بالكامل. الجسم يتبع رؤيتك. الأمر ليس مثل ارتداء بذلة جديدة، لكنه شيء أكثر عمقا، مثل ممثل يؤدي أدوارا مختلفة. مقطوعة هوشكا الجديدة تستدعي ما يمكن أن أطلق عليه أسلوب غناء من التشيلو وليس كلاما. إنها قائمة على فيلم من إخراج فيليني يمثل ما يشبه سيرته الذاتية، والموسيقى يحيط بها إحساس يشبه السينما. عادة بالنسبة لهوشكا، تكون الموسيقى مكتوبة، لكن قد نحاول بعض الارتجال في العروض المقبلة، التي ستكون حلما تحقق بالنسبة لي. الفيلم يصور عالما بين الحياة والموت وهناك لحظات متعالية في الموسيقى حيث لا تكون أقدامك على الأرض. إنها موسيقى دون جاذبية".
عودة إلى اليابسة، كثير من عازفي التشيلو يجدون أن الطريقة الجيدة لكسب العيش هي بعزف آلات مصاحبة، شكل المصاحبة المفضل لمؤلفي عصر الباروك، باستخدام الباس الشخصي المفهوم بشكل أكثر شيوعا من خلال التشيلو وآلة الهاربسيكورد الوترية.
ديفيد واتكين حقق تخصصا من هذا الفن الذي لا يحظى بالتقدير المناسب. يدير عيادة لآلات مصاحبة للتشيلو في اسكتلندا وسوف يجلب نسخة تستغرق يوما كاملا من ذلك إلى كينجز بليس، فضلا عن جلسة استكشاف لمقطوعات باخ لعزف التشيلو المنفرد.
يقول: "أصبحنا مهووسين بالتشيلو باعتبارها آلة عزف منفرد. جميع عازفي التشيلو يتدربون ليكونوا عازفين منفردين، على الرغم من أن كثيرا منهم سوف ينضم إلى الفرق الموسيقية حيث سيواجهون نوتات موسيقية متكررة لا تنتهي في موزارت وبيتهوفن.
عزف الآلات المصاحبة في موسيقى عصر الباروك هو فرصة لتصبح موسيقيا، بدلا من الجلوس بانتظار الهاتف يرن مع حجز لحفلة كونشيرتو لدفورجاك.
كل مرة أعزف فيها على الباس في مقطوعة كانون لباشيلبيل أقوم بها بطريقة مختلفة، وهو أمر أكثر متعة بكثير. هذا ليس مجرد انضباط أكاديمي، لأن هناك الكثير من الحرية. تحقيق الباس الشخصي في مقطوعات باخ يبدو لبعض الناس بمنزلة إنجاز خارق، لأنه فن معقد حيث لا يكون هناك أبدا مجرد جواب واحد. ما هو مهم هو أننا نعمل عمل فنانين مبتكرين". ما يقوله ينطبق على معظم العازفين في مهرجان "تشيلو أنرابد". مايا بايزر بدأت عزف المقطوعات الكلاسيكية، لكن عندما كانت مراهقة كان تستمع سرا إلى جانيس جوبلين وديفيد باوي، وفي وقت لاحق بدأت تصبح منغمسة في الفنون البصرية والمسرح. تقول: "تعلم التشيلو هو أمر مرهق، مثل معظم الآلات الكلاسيكية.
من الصعب أخذ استراحة بعد أن استغرق اتقان فنك الخاص عدة أعوام، لكن كنت أعرف أنني أردت الانفتاح، وليس الالتزام بمفاهيم مسبقة. أردت إدخال جميع هذه الاهتمامات إلى حفلات التشيلو الخاصة بي".
فيما يلي طريقة واحدة يشير فيها مهرجان "تشيلو أنرابد" إلى المستقبل.
تقول بايرز: "برنامجي لكينجز بليس هو خاص لأن جميع المقطوعات كتبها أصدقاء أو متعاونون منتظمون.
عملية التعاون ذهابا وإيابا هي شيء أحبه، لأنها تغير الطريقة التي نعزف بها.
هناك عرض أول من جوليا وولف، التي كانت زميلتي في جامعة يال. وتشيلو كاونتربوينت كتبها ستيف رايخ هي عمل طلبته منه. العمل، الذي يضم سبعة مسارات مسجلة مسبقا، عرفني على فكرة تعدد المسارات، شكل يعتبر رايخ رائدا فيه. هذا كان يعني الغوص في الفكرة الكاملة لاقتران آلة التشيلو القديمة الخاصة بي مع أحدث التكنولوجيا.
أنا فنانة مقيمة في معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا الآن، حيث أعمل مع علماء لمعرفة إذا كان بإمكاننا توسيع المفردات أكثر".

الأكثر قراءة