وزيرا التجارة والمالية في ملتقى الشباب والفرص: ثقافة المحاسبة على التقصير ستطول الجميع
قال محمد الجدعان؛ وزير المالية، إن صندوق الاستثمارات العامة لن يكون فقط أكبر صندوق استثماري في العالم، لكنه سيحفز الاستثمار في المملكة وسيعمل على تنويع الدخل والاقتصاد، واعدا برؤية نتائجه خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكد أن الحاجة إلى "رؤية المملكة 2030" جاءت بسبب ارتفاع عدد السعوديين 50 في المائة خلال 15 عاما، ما فرض على المملكة تغيير طريقتها في التعامل مع الأمور والوصول إلى طريقة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل. وأوضح لـ"الاقتصادية على هامش ملتقى الشباب والفرص في الرياض، أمس، أن وزارة الاقتصاد والتخطيط تتوقع أن يصل نمو الاقتصاد السعودي بنهاية العام الجاري 2017 إلى 1 في المائة، بينما تتوقع مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" أقل من ذلك بقليل، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي يحقق أداء طيبا.
وأشار إلى أن شركة أرامكو مصدر فخر للجميع، حيث تعتبر مثالا لقدرات الشباب السعودي على تفعيل أكبر شركة في العالم.
وأشار إلى أن وزارة المالية تسعى إلى تحسين الخدمات دون فرض رسوم على المواطن وتقديم الدعم لمحتاجيه فقط، لافتا إلى أن "رؤية المملكة 2030" تحتوي على مؤشرات أداء ومجلس يجتمع أسبوعيا لتقييم المبادرات ولجان ومجالس لكل البرامج، إضافة إلى جهاز قياس أداء الأجهزة الحكومية. وأوضح، أنه في المستقبل سيكون هناك 20 مليون مراقب على كل وزير وهو ما سيجبر الوزير على تنفيذ المبادرات بدقة، وتوجيه الوزير حال قل أداؤه ولم يتحسن أو الاشتباه بشبهة فساد، فإنه ستتم محاسبته أو إبعاده.وأكد الجدعان، أن ثقافة المحاسبة على التقصير ستطول الجميع ولا فرق بين وزير ومواطن عادي، وهناك مسؤولون حكوميون مهتمون بمكافحة الفساد وتنفيذ المهام الموكلة إليهم بأمانة.
من جانبه، أكد الدكتور ماجد القصبي؛ وزير التجارة والاستثمار، أن "الرؤية تصف بشكل دقيق ما يريد البلد الوصول إليه من خلال مبادرات ومؤشرات أداء وحوكمة وشفافية، مشيرا إلى أن ماكينزي لا علاقة لها بـ"الرؤية"، وأن من أعد الرؤية هو مجلس الشؤون الاقتصادية وأن الجهات الاستشارية كان دورها في الإطار والمرجعية فقط، داعيا إلى طي صفحة من أعد الرؤية والبدء بالعمل فيها. وفيما يتعلق بالأخطاء والتحديات التي تواجه الاقتصاد، أكد أنها موجودة، لكنه أوضح أن ثقافة التخطيط مفقودة لدى المجتمع وهذا هو الذي جعل "الرؤية" شيئا مميزا ومختلفا.
وأشار القصبي إلى أن "الهدف من الرؤية الاستدامة والوصول إلى اقتصاد قوي، لهذا كان يجب الأخذ بزمام المبادرة وتنويع مصادر الدخل خاصة الحرمين الشريفين والثروات الطبيعية". ونوه إلى أن الرؤية مجموعة متناغمة بها تحسين إجراءات وتوطين وتوفير فرص العمل في المملكة، متسائلا "إذا كانت واردات المملكة خمسة تريليونات دولار، فهل نستطيع أن نصنع منها شيئا؟". وقال "علينا السعي وليس تحقيق النجاح، فثقافة المنهجية الجديدة سيتكشف عنها تقصير وزير ونجاح آخر لكن المهم السعي"، وضرب المثل بالجمارك التي طورت من عملها كي لا تطول مدة بقاء الشحنات أكثر من 24 ساعة في الميناء وتطبيقه في ثمانية موانئ مختلفة مستقبلا.
وفيما يتعلق بأسعار الخدمات، وصف أسعارها سابقا بغير المنطقية، موضحا أن من يستخدم أكثر يجب أن يدفع رسوما أكبر، لافتا إلى أن التحدي الذي يواجه الأجهزة الحكومية هو العنصر البشري، حيث لم يتطور بالشكل المطلوب على المستوى التقني والإداري والأرشيفي.
إلى ذلك، أعلن مركز الملك سلمان للشباب على الهامش، إطلاق مؤتمر سنوي خاص بالرؤية، لمتابعة الأداء وعن برامج شراكة لتبسيط الرؤية للشباب والفتيات السعوديين.