كاريزما التحول والرؤية .. شهادة بإمضاء كوني
لو أن مؤسسة لقياس الرأي العام السعودي قامت برصد أكثر الألفاظ تداولا على مدى العامين الماضيين فلن يكون ثمة أكثر من كلمتي "التحول" و"الرؤية" تداولا وبما لا يقارنان بغيرهما من كلمات أخرى يكتظ بها السجال الاجتماعي.. في فضاء الإعلام والأحاديث العامة.
كان برنامج التحول الوطني عنوانا عريضا موحيا بأن اتجاهات جديدة ونوعية تكمن خلفه.. ثم شيئا فشيئا أخذ العنوان تنبثق عنه مفاهيم مالية واقتصادية وإدارية تستهدف تهيئة أطر التنمية للتفاعل مع آليات ونماذج مستجدة، هي بمنزلة الجوهر الذي ييسر القابلية الشعبية للاستجابة، سواء في قواها العاملة والعالمة أو في مجالات التنمية نفسها لاستقبال نمط مختلف تماما في صناعة التنمية ونوع التخطيط لها.. وهو الشيء الجوهري الذي ترجمته "رؤية 2030" في برامجها العشرة وبرامجها المالية، وفي الطريق الذي اختطته لإدارة دفة سفينة الاقتصاد للإبحار في محيط الإنتاج المسلح بالجودة والكفاءة والنوعية وفي مجرى رياح التنافس على تقانة وصناعة ليستا من كلاسيكيات التقانة والصناعة ولا حتى من قريبتي العهد أو الراهن منها وإنما من جيل رابع يفتح عينه على جيل خامس متسقا مع الخبرة العلمية الدولية في آخر وأبرع وأرقى معطياتها.
إن تعاضد التحول مع الرؤية على النحو الذي بسطته القيادة إعلاميا على الصعيد المحلي وقدمته على الصعيد الدولي في رحلات دبلوماسية من قادة هذه البلاد لبلدان الشرق والغرب، من روسيا إلى الصين ومن اليابان إلى الهند وماليزيا وإندونيسيا، كما هو كذلك نحو دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إن ذلك كله جعل ثنائية "التحول ــ الرؤية" مركزية كونية شديدة الجذب، انخرطت فيها الدول بذاتها أو من خلال شركاتها ومؤسساتها، وبلغت أرقام الاستثمارات والصفقات والتعاقدات بين السعودة والمنظومة الدولية أرقاما فلكية للنوع المأمول إنجازه، ولنوع أبعد مبرمج في أجندة الواقع، بدأ تنفيذه مع أول إقرار له في خريطة طريق "التحول والرؤية".
بهذا الأفق الشعبي للتحول الوطني ولـ "رؤية 2030" وما يبديه المجتمع أفرادا ومؤسسات، متخصصين أو الجمهور، من اهتمام لصيق بما يقال عنهما، وبما يحدث معهما ولهما استجمعت ثنائية التحول والرؤية حولها "كاريزما" خاصة بها، فقد احتلت العلاقة الرائعة بين التحول والرؤية الوجدان الشعبي العام، وصار الجميع مشغوفين بها لأنهم أحسوا بأنها تصدر عن تطلعات كانت ومضات في وعيهم الجمعي، وحين رأوا لها شكلا وقرأوا لها محتوى وسمعوا لها صوتا لم يتمالكوا أنفسهم من أن ينجذبوا بحماس لوهج كاريزما "التحول والرؤية".. وهو انجذاب تعزز علميا طالما هم يرون دولا عالمية فائقة التقدم جاءت منقادة بسحر أضواء كاريزما التحول والرؤية لتأخذ لها موقعا فيها.. وحتما لا تبادر الدول المتقدمة في خبرتها ومكانتها، إلا على أسس عقلية علمية محسوبة الجدوى، مضمونة الامتياز.. وتلك شهادة لهذه الكاريزما بإمضاء كوني عن وطن تبنيه سواعد وعقول وتحرسه الضمائر والقلوب.