البهاق .. وذلك الأمل
قبل عدة أيام احتفلنا مع نائب أمير الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز. مع مرضى البهاق برعاية جمعية البهاق الخيرية "فال"، وكانت ليلة مميزة من حضور ولاة الأمر وكثير من الداعمين ماليا وعلميا ونفسيا واجتماعيا.
ولمن لا يعرف مرض البهاق هو بقعة بيضاء "وليست كل بقعة بيضاء بهاق" هذا المرض الذي يصيب ما يقارب نصف مليون سعودي "تقريبا"، وسببه هو مناعة ذاتية تهاجم الخلايا الصبغية وليس له علاقة مثبتة علميا بأي من الموروث الاجتماعي والمعلوماتي الخاطئ مثل أنه بسبب نفسية "رغم أن النفسية تتعب بعد الإصابة بالمرض". أو نقص فيتامين أو وراثة أو خوف، كل هذه الأسباب ليس لها علاقة مثبتة علميا أنها السبب "وقد لا يوافقني بعض المرضى لتجاربهم الفردية التي لا يستطيع العلم إثباتها إلا بأبحاث علمية واحترام رأي كل مريض".
كان لي كلمة مختصرة في هذا الاحتفال وهي قصص واقعية من العيادة تحكي تجارب مرضى توضح مدى تأثير هذا المرض على بعض المرضى نفسيا واجتماعيا. ذكرت قصة ذلك الشاب الثلاثيني الذي افتتح محل عطور شرقية وبعدها بأشهر أصيب بمرض البهاق بيديه وبعد فترة لاحظ أن بعض المشترين إذا دخل المحل يتراجع بعد أن يرى يدي المريض اعتقادا منه أنه مرض معدٍ "وهو ليس معديا" وتكاثرت عليه الديون وأغلق المحل بسبب نظرة اجتماعية خاطئة.
وآخر "جاهل" ألغى زواج ابنه والسبب أن أخا الزوجة مصاب بالبهاق "والبهاق مرض ليس وراثيا".
وغيرها من القصص التي تعكس مدى جهل المجتمع بهذا المرض، مثل هذه التجمعات الحضارية هي أكبر دعم اجتماعي وتوعوي لهذا المرض.
ما يسعدني أن من يتأثر بهذا المرض نفسيا واجتماعيا هم قلة من المرضى والأغلب ولله الحمد في مجتمعنا هو أن المريض يتأثر نفسيا قليلا ثم ينطلق ويصارع الصعاب وينجح؛ ففي عيادتي الطبيب والطيار والمدرس.. وغيرهم ممن هم مصابون بالبهاق ولم يؤثر ذلك على أدائهم الاجتماعي والعلمي، ومثل هؤلاء "من حيث لا يشعرون" هم منبع خير يستلهم منهم من يصاب بالمرض القوة والاقتناع وأنه مجرد فقدان صبغة من الجلد، وفي أحايين كثيرة مرض البهاق يكون حافزا للنجاح؛ لأنه يجعل المريض يهتم "بالمخبر وليس المظهر" فيثبت نجاحه رغم معاناته. وما أجمل الحياة حين يكون فيها صراع إيجابي يتغلب فيه المريض على مرضه وينطلق في الحياة ويحقق نجاحاته رغم المعاناة.
من يعتقد أن مرض البهاق ليس له علاج فهو مخطئ فالنجاحات تتوالى من إكزايمر ليزر إلى زراعة خلايا صبغية يشكل نجاحها أكثر من 80 في المائة من البهاق الثابت.
بشرى: هناك علاجات بيولوجية جديدة تعتبر ثورة علمية حقيقية في علاج البهاق أقصد ما يسمى: JAK INHIBITORS هي علاجات واعدة. وما زالت في المرحلة الأخيرة من الأبحاث.
فهنيئا لمرضى البهاق، حيث الأجر بالصبر "إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب". وهذه الثورة العلمية العلاجية الحديثة لهم.
هنيئا لهم لأنهم فازوا بالحسنيين الدنيا والآخرة.
سنبقى معكم ما دمتم ودمنا،،،
استشاري الأمراض الجلدية