مهر العروس .. وعيادات التجميل
كثيرا ما يكون للمرأة قبل زواجها تطلعات تجميلية قد تكون خيالية، رسمها "سناب" أحد الأطباء (المبالغين) في إحدى قنوات التواصل الاجتماعي أو دعاية (غير صادقة) من عيادة، وتبدأ المرأة من عمر مبكر قبل الزواج الإصرار على والديها والمطالبة بعمل عملية تجميلية شبه خيالية نسجها من يريد فقط مالها. وبسبب خشية الوالدين عليها من الضرر الصحي كثيرا ما يرفضون، ما يولد شحنة سلبية عند المرأة لاعتقادها أن والديها قد حرماها من زيادة في التجميل ولم تعرف أنهما رفضا خشية عليها من الضرر. ويبدأ يوسوس لها الشيطان أن والدها رفض حرصا على المال، ونعلم أن الوالدين آخر من يفكر في المادة عند صحة أبنائهم. وتكبر البنت وتكون على أبواب الزواج وتحصل على المهر، ولوفاء والدها فقد قرر أن يعطيها كامل مبلغ المهر، كي تستفيد منه قبل وبعد الزواج. ويبدأ الشعور بالاستقلال المادي المبكر ثم تعاود المطالبة من الوالدين بعمل بعض برامج العروس التجميلية، لكنها تقابل برفض من الوالدين لأن سبب الرفض السابق لم يكن ماديا وإنما خشية الضرر. وتصر إصرارا شديدا موضحة أنها ستتحمل المسؤولية وأنها ستدفع من مال مهرها لكل عمليات التجميل. وتتأبط المهر وتنطلق تسيح بين عيادات التجميل وتبحث بالتحديد عن برامج العروس وتجد أن هناك أسماء رنانة ومغرية لإجراءات تجميلية كثيرة، منها لا يفيد والـ"سنابات" أكثر والدعايات مغرية، وتحتار بأيها تبدأ "والحقيقة العلمية أن معظم هذه الإجراءات التجميلية للعروس تضيع المال ولا تفيد الجمال". وتدخل على الإخصائية وتقول لها: إن زواجي بعد شهرين وأريد أن أعمل جلسات العروس وتعرف الإخصائية أنها عروس ومستعدة لعمل أي شيء وبأي ثمن "معتقدة أن وفرة المال ستذلل كل الصعاب". وتبدأ الإخصائية تعيشها في خيالات جمالية لا ينقصها إلا الأمانة العلمية، وتبدأ بعمل ما يسمى بجلسات توحيد اللون وتقشر مرفقيها وركبتيها التي في الأساس لم تكن سيئة وبعد هذا التقشير بأسابيع تفاجأ بأنها ازدادت اسمرارا، وقد تغريها الإخصائية بعمل ليزر إزالة الشعر لكامل الجسم، ما يتسبب في زيادة الشعر الوبري، ثم تنتقل الإخصائية إلى عمل حقن فيتامينات الميزوثيرابي للشعر دون فائدة، ثم تنتقل الإخصائية لعمل ما يسمى بالليزر الكربوني للوجه دون فائدة وتستمر تلك الإخصائية بالاستنزاف المالي لهذه العروس حتى تقضي على البقية الباقية من مهرها دون أي فائدة طبية، بل ومع الأسف لاحظت عروستنا أن هناك تصبغات جلدية وتشوهات، بسبب هذه الإخصائية فتذهب إلى والدها وتطلب منه تأجيل الزواج لتحسين ما أفسدته الإخصائية، لكن المهر انتهى فتطلب من والدها دعما ماديا فيبادر الأب الحنون بالدعم المادي وتذهب إلى عيادة أخرى وتشاهد إعلانا عن برنامج العروس ويتولد عندها تشاؤم من هذا المسمى وتعرف أن المقصود هو استنزاف مهر العروس دون فائدة طبية، وترجع إلى المنزل وتحكم عقلها وتعيد المال إلى أبيها بعد تقبيل رأسه وتقول: ليتني سمعت كلامك يا أبي.
من يحمي بناتنا من مبالغات بعض المراكز أو الأطباء، قصص تتكرر في تأجيل مناسبة الزواج بسبب استعجال (واستغلال) بعض المراكز.
أتمنى أن يكون عند بناتنا جرعة من الثقة بالنفس التي كثيرا ما تفقد قبل الزواج بقليل وينتابها قلق من عدم الكمال الجمالي، فقط عليها أن تتذكر أنها ستتزوج ممن هو أيضا غير كامل.
ونصيحتي لبناتنا أن يتذكرن أن قلب الوالدين دليل وألا يكن ضحية لبرامج العروس.