مزيدا من التوطين
بعد نجاح برامج توطين نشاط الجوالات، والذهب والمجوهرات، حطت رحلة التوطين في محطتها الثالثة "بمكاتب تأجير السيارات" لتسجل نجاحا آخر فخلال اليوم الأول لتنفيذ القرار كان هناك أكثر من 21 ألف شاب وشابة يشغلون هذه الوظائف، وسط تحفيز اجتماعي ورقابة حكومية فاعلة، وأثبت هذا النجاح المتصاعد أن برامج التوطين لا تحتاج إلى مزيد من الدراسات ولا النظريات بقدر ما تحتاج إلى المتابعة الجادة والحزم في التنفيذ وإيقاف صنابير الاستقدام المفتوحة التي جعلت في كل بيت عاطلا بشهادة جامعية أو مهنية.
وقد كتبت قبل أسابيع تقريبا في مقال سابق تفاعلت معه وزارة العمل مشكورة عن أربعة نشاطات جديرة بالسعودة لوفرة الفرص فيها ولتنوع وظائفها، أهمها نشاطات "البريد والشحن السريع"، ونشاطات السفر والسياحة والفنادق، ونشاطات الذهب والمجوهرات، ونشاط التأمين، حيث توفر هذه الوظائف ما يزيد على 70 ألف فرصة عمل للجنسين ولا تحتاج إلى مهارات معقدة ولا شروط تعجيزية لتوطينها، وقد تحقق منها توطين "نشاط الذهب والمجوهرات" وبعض الوظائف في قطاع الفنادق، وما زلنا ننتظر توطين بقية النشاطات الواعدة بالفرص.
وما يبشر بنجاح برامج "التوطين" بشكل عام وجود خطة واضحة لوزارة العمل فهناك مرحلة ثانية تبدأ في 1-1-1440. وتشمل 12 نشاطا منها محال بيع الأجهزة الكهربائية، وملابس الأطفال، ومحال الساعات، والأجهزة الطبية والسجاد، والحلويات، ووكالات السيارات وغيرها. حيث يفترض أن توفر هذه الوظائف ما يزيد على نصف مليون وظيفة مباشرة.
وبما أن رحلة التوطين انطلقت بلا تراجع أتمنى من وزارة العمل وقد لمسنا منها تفاعلا كبيرا خلال الفترة الماضية في كثير من الأفكار والمقترحات أن تشمل المرحلة الثالثة بعض الأنشطة التي لها أهمية كبيرة في توفير مزيد من الفرص الوظيفية ومكافحة شبح البطالة ومن هذه الأنشطة.
الأنشطة الخاصة بقطاع الطيران والمطارات المدنية، فالإحصاءات التقديرية تؤكد أن هناك ما يقارب ستة آلاف فرصة عمل يشغلها وافدون في هذا القطاع الحيوي منها وظائف المبيعات والشحن والخدمات الأرضية وتقنية المعلومات، سواء بشكل مباشر أو تحت مظلة شركات طيران أجنبية. وتوطينها لا يحقق فقط مزيدا من الفرص ولكن له جوانب أمنية أخرى لا تقل عن أهمية التوطين.
أما النشاط الثاني الذي يعد من ثروات التوطين المهدرة فهو قطاع "تقنية المعلومات والأمن المعلوماتي"، حيث تشير الإحصاءات لوجود 140 ألف وظيفة في هذا النشاط الحيوي، تحت مسميات كثيرة منها، إخصائي تقنية معلومات، فني شبكات، مبرمج، مطور برامج، مصمم، إخصائي مواقع... إلخ. وقد كان يتعذر في السابق شغلها لقلة الكوادر المؤهلة ولكن الآن هناك وفرة هائلة من الشباب والفتيات الذين يملكون مهارات عالية في هذا المجال ولم يعد هناك حاجة إلى خدمات الإخوة الوافدين. وسيحقق توطين هذا القطاع وفرة هائلة في الفرص كما سيعزز جانبا مهما في مستقبل أمن المعلومات الذي يشكل أهمية بالغة لمستقبل التنمية.