«قمة القدس».. امتداد للمواقف السعودية
عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على القمة العربية الـ 29 التي عقدت في الظهران الأحد الماضي اسم "قمة القدس"، أراد من خلالها أن يسمع كل المجتمع الدولي بذلك، وأن يعي أهمية القضية الفلسطينية والقدس الشريف في نفوس العرب والمسلمين. وقد أكدها في كلمته التي أعقبت التسمية، عندما قال بالحرف الواحد "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان كل العرب والمسلمين"، لم تتخل السعودية عن قضية فلسطين ولن تتخلى، وما زالت قضيتها الأولى منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ إلى عهد الملك سلمان.
المواقف السعودية من القضية الفلسطينية ثابتة ولا تتغير أبدا بتغير المصالح، ولا يمكن لكائن من كان إزالتها من النفس السعودية، سواء من هم في القيادة أو من بين الشعب، فهي تعيش معهم وتأكل وتشرب، ويعلمون عنها كل تفاصيلها الدقيقة، ويتشربون تاريخها ونشأتها، وهو أمر أفصح عنه الرئيس الأمريكي روزفلت عندما اجتمع بالملك عبد العزيز في فبراير 1945 وقال "ما عرفته من ابن سعود عن فلسطين في خمس دقائق أكثر مما عرفته في حياتي كلها".
لا يمكن لكائن من كان أن يقلل من أهمية القدس في نفوس الملوك السعوديين منذ تأسيس الدولة السعودية، ولا أحد ينكر مواقف قيادات هذه البلاد في دعم القضية الفلسطينية، سياسيا أو ماليا، فهي من أولوياتهم التي لا يحيدون عنها أو يتنازلون، وهي هم لا يمكن أن يطغى عليه هم آخر، كبر شأنه أو صغر. والمواقف المتكررة والمتلاحقة، وآخرها موقف الملك سلمان الأخير، ترد على كل المشككين من الإعلام المغرض والمشبوه، الذي يدار في الغرف المظلمة، سواء في الدوحة أو طهران.
قمة القدس، التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين، أعادت للقضية الفلسطينية مركزيتها وأهميتها التي كادت تضيعها الخلافات العربية ــــ العربية، وبدت المواقف واضحة، والرؤى متطابقة، والجميع أثنى على موقف الملك سلمان القوي عندما قرر تسمية القمة بـ"قمة القدس"، وهي لا شك رسالة قوية للقرار الأمريكي القاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتؤكد لواشنطن، وللعالم أجمع، أن العرب لم ولن يقبلوا التنازل عن مطلبهم الأول، ألا وهو دولة فلسطينية عاصمتها القدس.