أشياء نغفل عنها في موسم الاختبارات
لا شك أن من أصعب فترات العام على الأبناء والأسرة بشكل عام، هي هذه الأيام التي نمر بها الآن التي تصاحب الاستعداد للاختبارات النهائية وخوضها، فالشعور بالخوف والقلق والارتباك غالبا ما يتلبس الطلاب، ومن هنا تأتي أهمية دور الوالدين في بعث الطمأنينة في نفوس الأبناء، ومنحهم الراحة النفسية الكاملة التي تمكنهم من الاستذكار والمراجعة والاستعداد للامتحانات وتحصيل الدرجات العليا التي يأملها الطلاب ووالديهم.
بالطبع الوالدان في هذا الجيل جلهم أو كلهم من المتعلمين ولهم سابق معرفة بدهاليز الامتحانات ولديهم التجربة الكافية في تمييز ما يضر أبناءهم وما ينفعهم في نيل التفوق والدرجات العليا، علينا أن نسترجع ـ آباء وأمهات ـ ذكرياتنا وتجاربنا السابقة عندما كنا طلابا، وأن نبعد عن أبنائنا كل ما كان يزعجنا ويوترنا ويضغط على نفسياتنا ويحد من تفوقنا.
النوم المبكر والتغذية الجيدة، والاستعداد المبكر للامتحانات أمور لا تخفى على أحد، ولسنا هنا للحديث عنها، ولكن هناك جوانب كثيرة يغفل عنها الكثير، ولعل من أهمها الوعيد والتهديد والمطالبة بتحصيل أعلى الدرجات، وهذه الأمور تضغط على الطالب لأنها ليست بيده، فما يملكه الطالب في مثل هذا الوقت هو الاجتهاد، ثم الاجتهاد، ثم الاجتهاد ولا شيء آخر.
علينا أن نطالب أبناءنا بالاجتهاد في المذاكرة والاستعداد الجيد من حفظ وفهم وخلافهما من الأمور التي تساعدهم في الإجابة على الأسئلة بكل يسر وسهولة، وأن نبين لهم أنه متى ما اجتهد فقد نال رضا الوالدين، وأن النتائج علمها بيد الله وقد تأتي أو لا تأتي، وبالطبع هي ستأتي متى ما تم إعداد الطالب بشكل جيد، وأخذ الوقت الكافي للمذاكرة وحفظ الدروس وفهمها، ولكن علينا ألا نضغط عليه بضرورة الحصول على الدرجات كي لا نشتت تفكيره ونجعله يخشى الخطأ والفشل ما يضعه في ضغط نفسي رهيب يدفعه للخطأ حتى لو كانت المعلومة في رأسه.
علينا أيضا أن نستبدل التهديد والوعيد في تلك الفترة المهمة من موسم الابن الدراسي بما هو أهم منها ألا وهو التعزيز والتحفيز ونشر الطمأنينة، وأن نزرع الثقة فيه وألا نضعه في مقارنة بأقرانه أو إخوته الكبار كأن نقول له، "أريدك أن تكون كما فلان"، وألا نوبخه في حال الخطأ ونحن نساعده على الاستذكار، وألا نقلل من فهمه، بل علينا أن نبين له أن الخطأ عند المذاكرة وتعديله هو السبيل للتفوق.