أسياف استثمار بأيدي رؤية السعودية 2030
"فأعرضت اليمامة واشمخرت/ كأسيافٍ بأيدي مصلتينا".
يقول عمرو بن كلثوم في معلقته الشهيرة واصفا اعتراض جبال طويق؛ المرتفعة والمصلتة كسيوف سلت للتو من أغمادها. وهي الجبال ذاتها التي اتخذ منها مشروع القدية الترفيهي الثقافي شعارا مميزا يعبر عن تاريخ المنطقة ومستقبلها الاستثماري المقبل بإشراف من صندوق الاستثمارات العامة وبمتابعة من عراب الرؤية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
والقدية التي وضع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حجر أساسها بالأمس أحد ثلاثة مشاريع رئيسة تعتمد عليها "الرؤية السعودية 2030" في تنويع مصادر دخل البلاد إضافة إلى مشروعي نيوم شمالا والبحر الأحمر غربا. وجميعها تعد مقدرات وطنية متنوعة سلت من غمد الاستثمار بيد الرؤية لتعزيز اقتصاد البلاد وتنويع خياراته في مواجهة تقلبات السوق ومعاركه الحتمية حاضرا ومستقبلا بوصفه أحد أقوى عشرين اقتصادا في العالم. وعورة جبال القدية ومخاطر انحدارتها الحادة فضلا عن هيبة شموخها، الفاصلة بين غرب الجزيرة ووسطها لم تلهم عمرو بن كلثوم فقط ليشبهها بالسيوف المصلتة، بل ألهمت فريق الرؤية السعودية ليتخذ مما يزيد على 300 كيلو متر مربع منها مدينة متكاملة وجديدة تتخذ من تحدياتها الطبيعية وملامحها الجمالية الجاذبة فرصا استثمارية واعدة على مستوى الترفيه والمغامرة.
لتأخذ القدية زائرها المحلي والعالمي في رحلة ثقافية ترفيهية لا تخلو من المتعة الحاضرة والمعرفة التاريخية المشبعة بحكايات اليمامة ومن سكنها أو مر بها منذ آلاف السنين عابرا من شرق الجزيرة إلى غربها أو العكس، ممنيا النفس باجتياز طلعتها الأشهر "أبا القد" بسلام. سلام لم يكن - وبكل أسى- يتكرر كثيرا إلا مع مطلع الثمانينيّات الميلادية بعد أن طوعت الحكومة السعودية هذا الطريق وفقا لأحدث تقنيات البنية التحتية. فأصبح مقاوما للانزلاق الشديد بعد عمل مضن وإنجاز فريد من نوعه قل أن يوجد له مثيل عالميا باستثناء ما شهدته محليا أيضا "عقبات" جنوب غرب المملكة المعروفة.
ولأن هذه البلاد مجبولة على التحدي والإنجاز منذ التأسيس وحتى اليوم. فلن تكون "القدية" المدينة المرسومة مراحل تطويرها بعناية ووضوح استثناء من هكذا عمل أو نجاح يضاف لما سبق من تاريخ اليمامة العريق وحاضر الرياض المشرق. ليرسما الآتي بكثير من الهيبة والشموخ محليا وعالميا.