"الصحة".. السعوديون أولا

قبل أيام كنت في مدينة الملك سعود الطبية في الرياض "الشميسي سابقا"، لإجراء بعض الفحوص الطبية لابنتي، ولفت انتباهي حجم السعودة الكبير بين الممارسين الطبيين من سعوديين وسعوديات في الأقسام كافة، والأجمل من حجم السعودة هو تفانيهم في العمل وإجادتهم له، وسرعة الإنجاز وقلة فترات الانتظار، إضافة إلى استقبالهم الجميل لكل المرضى، والإنصات والاستماع لهم، وتقديم الخدمات التي يحتاجون إليها دون ضجر أو ملل، فالسعودي والسعودية تجدهما في كل قسم في المستشفى وتشعر بسعادة وأنت تتلقى الخدمة والاهتمام منهما، وتجد المرأة في المختبر وقسم الأشعة وفي كل قسم في المدينة بكامل "حشمتها"، وتقدم الخدمة بقدرات عالية ولا تلحظ عليها أبدا ضعفا أو قلة خبرة في استخدام الأجهزة الحديثة التي تتوافر في المستشفى.
ما دعاني لتلك المقدمة ذهولي من تقرير نشر في "الاقتصادية" الأحد الماضي عن قلة أعداد الممارسين الصحيين في المستشفيات والمستوصفات الخاصة حيث لم تتجاوز نسبتهم 10 في المائة، وبدأت أسال نفسي.. أين السعوديون والسعوديات من تلك المستشفيات؟ لم لا تتم الاستعانة بهم وهم ـــ كما نراهم في المستشفيات الحكومية ـــ يؤدون عملهم بجودة عالية وتفان وإخلاص لا مثيل له يدعو للفخر والإعجاب؟.. ألم يأت الوقت لسعودة القطاع الصحي وفرض نسب توطين عالية فيه؟ أليس السعوديون هم الأحق بفرص العمل التي يوفرها اقتصاد وطنهم؟ هل من المعقول أن تجتمع في أي بلد في العالم أرقام كبيرة من المواطنين العاطلين وفرص عمل بالملايين يستحوذ عليها الأجانب؟
لا شك أن وزارة العمل والخدمة الاجتماعية بدأت في هذا الشأن بعد أن أصدرت قرارا بإيقاف إصدار التأشيرات لأطباء الأسنان لدفع القطاع الخاص للاستعانة بالطبيب والطبيبة السعودية، ولكن هذا الأمر لا يكفي، فالممارسون الصحيون من سعوديين وسعوديات العاطلون عن العمل كثر، ويحتاجون إلى قرار صارم بتوطين الوظائف في القطاع الصحي كافة وليس في قسم طب الأسنان، فكما هو معلن هناك أكثر من 111 ألف وظيفة صحية يشغلها أجانب في القطاع الخاص، وعلى ما أعتقد هناك ضعفها في القطاع العام.
القضية ليست حربا على الأجانب، ولكن ليكن السعودي أولا في أي قرار نصدره وفي أي عمل نقدم عليه، وفرص العمل في البلد تكفي للأجانب والسعوديين، ولكن علينا أن نبدأ في توظيف أبنائنا أولا وتوفير فرص العمل لهم ثم يأتي ثانيا الاستعانة بالأجنبي، ونحن والبلد لا شك في حاجة إليهم ولا يمكن أن نستغني عن المهرة منهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي