نكسة المنتخب والإصلاح
الخسارة القاسية التي مني بها المنتخب السعودي في لقائه الأول في نهائيات كأس العالم أمام المنتخب الروسي، لا شك أنها كانت صادمة للشارع السعودي الذي كأن يأمل في مشاركة مشرفة تضاهي ما قدمه المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في الولايات المتحدة في صيف عام 1994.
بالطبع، تلك النتيجة القاسية ليلة عيد الفطر المبارك، ما هي إلا نتيجة تراكمات من العمل العشوائي في القطاع الرياضي، الذي عانينا منه منذ عقود، وما هي إلا مخرجات لترهل أصاب الرياضة السعودية، خاصة في لعبتها ذات الشعبية الأولى، ألا وهي كرة القدم.
بالطبع، لا يجب أن ننظر إلى الماضي، وعلينا المضي في مشروع إصلاح القطاع الرياضي الذي بدأته السعودية قبل أيام ووجه به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو المشروع الذي لا يمكن أن نجني ثماره إلا بعد سنوات من العمل الشاق والمضني، وهو ما نأمل أن تسارع به المؤسسة الرياضة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة، وأن تكون الخسارة القاسية في افتتاح نهائيات كأس العالم جرس إنذار يدفعنا إلى المسارعة في تطوير رياضة البلد بما يتماهى مع النجاحات التي تحققها المملكة العربية السعودية في جميع القطاعات، التي نالت إعجاب العالم أجمع.
من أكثر العوائق التي يرتطم بها مشروع تطوير القطاع الرياضي، هي الديون التي أثقلت كاهل الأندية، وقد حلها، أخيرا، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عندما أمر بتسديدها من قبل الدولة، وهو أمر سيسهم حتما في منح الإدارات الجديدة للأندية القدرة على إدارة أمور أنديتها بمزيد من الاحترافية والمساهمة في تطوير القطاع الرياضي بالشكل الذي تنشده الدولة والشارع الرياضي السعودي.
لا خوف على رياضة البلد بعد النكسات الأخيرة، فالتطوير قادم لا محالة، ويقوده مهندس الإصلاح في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي وجه هيئة الرياضة بإعادة "مأسسة" هذا القطاع المهم، ورسم سياسات حوكمة رشيدة للأندية، تسهم في تطوير القطاع وحمايته من عشوائية العمل التي كان يدار بها في السنوات الماضية، التي كان من نتائجها ليس الإخفاق الأخير، بل كثير من الإخفاقات على مدى سنوات ماضية.