رجال الأمن .. وخدمة ضيوف الرحمن

مشهد رجل الأمن، الذي تخلى عن حذائه للمرأة الحاجة في الساحة الخارجية للحرم، بعد أن شاهدها تمشى حافية دون حذاء وأشفق عليها من قسوة "الرمضاء"، هي صورة تتكرر كل عام وفي كل موسم من رجال الأمن، قد تلتقطها عدسة إعلامي أو كاميرا جوال أحد الحجاج وقد لا تظهر، ولكن كل من سخر له الله ــ سبحانه وتعالى ــ الحج لا يمكن أن يقضي مناسك حجه إلا ويشاهد رجال الأمن السعوديين وهم يقفزون على مهامهم الأساسية من حفظ الأمن وتنظيم الحج والتفويج وغيرها كثير من المهام، إلى ما هو أكبر، ألا وهي خدمة الحجاج بشكل مباشر، فترى من يتخلى عن حذائه لحاج ومن يحمل آخر ويطوف به، ومن يرش الماء على الحجاج ليبرد حرارة الجو عليهم، ومن يخلع سترته ليقيهم من أشعة الشمس، وغيرها كثير وكثير من المشاهد الإنسانية.
لا يمكن أن يمر موسم من مواسم الحج إلا ويودع ضيوف الرحمن المملكة وفي داخلهم انطباع جميل عن الشعب السعودي ورجال الدولة والقائمين على إدارة الحج من موظفين مدنيين وعسكريين لكن الانطباع الأجمل والأرسخ في نفوسهم هو ما يخرجون به عن رجل الأمن السعودي، فقد تعود كثير منهم في بلدانهم على صورة نمطية لرجل الأمن فهم يرونه شخصا قاسي القلب، كثير التجهم، والعنيف أحيانا إلا أن بمجرد وصولهم للسعودية يشاهدون شخصا آخر مختلفا يحمل من الإنسانية الشيء الكثير.
بالطبع خدمة ضيوف الرحمن في السعودية هي شرف عظيم حبانا الله بها دون خلقه، والجميع، سواء مكلفا في الحج أو مواطنا يرى أن خدمة هؤلاء الحجاج أمر واجب وشرعي وفيه من الأجر الكثير، والأغلبية من موظفي الدولة يتقربون إلى الله بهذا العمل دون البحث عن الأجر في الدنيا، ونرى كثيرا من المتطوعين، الذين لا يحملون مهام رسمية يقدمون الخدمات للحجاج والصدقات والماء السبيل، فالجميع في السعودية من حكومة ومسؤولين وشعب يتقربون إلى الله من خلال خدمة ضيوف الرحمن، وبالتالي نرى تكرارا لتلك المشاهد المشرفة التي يقدمها رجال الأمن وغيرهم من المكلفين بإدارة الحج وهي ما تجعل الحاج يعود إلى بلاده وفي نفسه الكثير من الحب للمملكة حكومة وشعبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي