الحج .. والإعلام الجديد
في كل مرة أكتب عن الحج يولد لدي يقين أن الاكتفاء تم، وأن هذا آخر مقال أكتبه عن حج هذا العام، وأن كل الحروف والكلمات قد استنزفت ولم يعد هناك المزيد، وأن لا مقال مقبل عليه إلا في الموسم التالي، ولكن الأحداث والنجاحات المحققة تدفعك عنوة ورغما عنك لتكرار الكتابة عن الحج، وعما يقدمه السعوديون في هذا الجانب من نجاحات ودقة في إدارة الحشود وفي التنظيم وفي تسهيل مناسك الحج على ضيوف الرحمن، وفي كل يوم تكتشف أمرا ونجاحا يتحقق لم تكتب عنه في مقال سابق.
أكثر ما لفت انتباهي في موسم هذا الحج هو الاكتساح الكبير الذي حققه الإعلام الجديد في تغطية المناسك وتسليط الضوء على جوانب جميلة لم يلتفت لها الإعلام التقليدي في كل المواسم، ولعل أجملها هو الاختلاط بالحجاج ونقل انطباعاتهم وامتنانهم المختلط بدموع الفرح عما تقدمه لهم السعودية من خدمات أسهمت في أدائهم لنسكهم بكل يسر وطمأنينة، فتلك الانطباعات العفوية الصادرة عن ضيوف الرحمن هي الأصدق وهي ما نحتاج له بالفعل من إعلامنا، أيضا مرافقتهم للمرضى وتسليط الضوء على المناحي الإنسانية التي لم تغفل عنها الأجهزة الحكومية في خدمة ضيوف الرحمن كتحجيج المرضى على سيارات الإسعاف والإنابة عنهم في الرمي وإتمام مناسك الحج التي طالعناها في العشرات من المقاطع التي بثت في مواقع التواصل الاجتماعي كافة.
بلا أدنى شك كان الموسم الحالي مميزا في تغطيته الإعلامية، وأثمرت جهود وزارة الإعلام عن نقل باهر ولافت أشاد به الكثير، حتى في الإعلام التقليدي كان الوضع مختلفا فالوجوه الشابة المتحمسة منحت الفرصة وشاهدناها على أكثر من قناة سعودية، تشارك بفعالية من أرض الميدان وتنقل كل التفاصيل الدقيقة في مسيرة الحج وخطته الناجحة.
النجاح الذي تحقق في موسم حج هذا العام هو امتداد لنجاحات سابقة للحكومة السعودية، التي تولي اهتماما كبيرا بضيوف الرحمن وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ولكن الجديد في هذا الشأن هو النجاح الإعلامي في التغطية وتسليط الضوء على تفاصيل وجوانب لم نتعودها في كل عام.