دوري قوي .. ولكن
لا شك أن دوري الموسم الحالي الذي يحمل اسم كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين للدوري السعودي، يعد مختلفا عن سابقه في كل شيء، فنحن أمام حالة استثنائية تحمل في طياتها كثيرا من التنافس والإثارة، فالأندية استعدت مبكرا وتعاقدت مع مدربين ولاعبين من فئة "الخمس نجوم"، لم نكن نتوقع أن يوجدوا بيننا يوما، وقد رفعوا القيمة السوقية للدوري بشكل كبير لتتجاوز لأول مرة في تاريخها حاجز المليار ريال بعد أن سجلت نحو 1.17 مليار ريال -وفق موقع "ترانسفير العالمي" الألماني المتخصص في القيم التسويقية للاعبين وانتقالاتهم عبر جميع الدوريات في العالم.
دعم الدولة ممثلا في الهيئة العامة للرياضة كان سخيا ولكل الأندية، ولم تبخل على أي ناد ضمن مساعيها لأن يكون الدوري السعودي محل اهتمام المشجعين في منطقة الشرق الأوسط، وأن يصبح من بين أقوى عشرة دوريات في العالم، وهو يتجه بالفعل إلى اقتحام القائمة بفعل الكم الهائل من النجوم المحترفين الأجانب الذين استقطبتهم كل الأندية، ما أدى إلى تقارب المستوى فلم يعد هناك فرق بين الكبار والأندية الأخرى وهو الأمر الذي لمسناه وشاهدناه في الجولة الأولى من الدوري.
كل هذا العمل الذي قدم والمليارات التي ضخت يمكن أن يتبدد بفعل إجراءات تنظيمية ارتجالية، ومنها ما نسمع بنية استمرار الدوري دون اللاعبين الدوليين الذين سينضمون للمنتخب في مشاركته المقبلة في كأس آسيا المقامة في الإمارات، وهو الأمر الذي سيعني غياب أكثر من 24 لاعبا سعوديا دوليا عن أكثر من 30 في المائة من مباريات الدور الأول من الدوري، ومثلهم من الأجانب الذين أيضا سينضمون إلى منتخبات بلدانهم في البطولة ذاتها، هذه الاستمرارية وعدم إيقاف الدوري لا شك أنها ضد كل التوجهات الهادفة إلى تقوية المنافسات، فلا يمكن أن يجتمع دوري قوي مع غياب النجوم.
لا أرى أي حرج في إيقاف الدروي خلال بطولة آسيا، وهو أمر يعمل به في كل الدوريات في المنطقة، ولنا تجارب كثيرة في هذا المجال، حيث تم إيقاف المنافسات في حال مشاركة المنتخب في السنوات الماضية ولم نتأثر ولم يكن هناك أي ضغط -كما يتوهم البعض. وأرى أن يراجع اتحاد القدم قراره الذي لم يعلن بعد وألا يسمح باستمرار الدوري دون الدوليين والأجانب المشاركين مع منتخبات بلدانهم في البطولة فلا يمكن أن نقوي دورينا ونحن نبعد النجوم عنه ونسمح باستمراريته دونهم.