"الإسكان" .. دعوة للضحك لا أكثر
وزارة الإسكان تقول إن 39.4 في المائة من السعوديين الذي تراوح أعمارهم ما بين 15 و35 عاما يتملكون مساكن، بالطبع أغلبية من هم في مثل هذا العمر لم يتزوج بعد وما زال يسكن مع والديه ولديه "سكن"، وهذا الرقم المعلن الذي لا وجود له على أرض الواقع لا شك أنه كرقم على ورق يعد منجزا لا بد أن نفاخر به أمام الأمم التي يجب أن تعلم أيضا أن الأطفال ـــ في سن الـ 15 عاما ـــ المشغولين في "البلايستيشن"، والباحثين دوما عن زيادة ريال أو ريالين على فسحتهم المدرسية بينهم الكثير ممن يملك مسكنا ـــ وفق إحصائيات الوزارة.
لا أدري على ماذا بنيت تلك الأرقام التي فاجأتنا بها وزارة الإسكان التي تحدثت أن نسبة تملك السعوديين ارتفعت إلى 60 في المائة، فلا يمكن الإقرار بها أو تصديقها خاصة تلك التي تحدثت عن نسبة تملك الشباب تحت سن 35 عاما، فمن هو في هذا السن يبدأ التفكير في المنزل، ولا يمكن أن يكون 39 في المائة منهم يملكون مساكن، ومن يرى أرقام وزارة الإسكان سيولد لديه يقين بأن الوزارة لا تعيش بيننا أو أن تلك النسبة من الشباب المتملكين للمنازل سعوديين لكنهم لا يعيشون على الكرة الأرضية.
لم تمر أرقام وزارة الإسكان مرور الكرام، وقوبلت باستنكار شديد من أغلبية السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أضحكتهم قبل أن تستفزهم إحصائيات الوزارة، فهي مع الأسف الشديد تدعو إلى السخرية لا أكثر، ولا يمكن الوثوق بها، فنسبة التملك التقديرية نراها بأعيننا على أرض الواقع، ولا يمكن أن نصدق أن 39 في المائة من السعوديين تحت سن 35 عاما يملكون مساكن ونادرا ما تقابل شخص يمتلك مسكنا في مثل هذا العمر، فكما أسلفت فأغلبية من هم في مثل هذا العمر يبدأون التفكير والعمل على التملك الذي لا يتم في الأغلب إلا في سن متأخرة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار العقارات التي تبتعد كثيرا عن الملاءة المالية لأغلبية السعوديين. على وزارة الإسكان وهي تسير بسرعة السلحفاة في حل الأزمة الإسكانية ألا تستفز المواطن بتلك الأرقام الصادرة من رحم خيالها، عليها أن تسرع من مشاريعها وبرامجها وأن تتفرغ لذلك ولا تجنح إلى مثل تلك النسب المضحكة والمستفزة.