هدايا السعودية لا تتوقف
خدمة ضيوف الرحمن مصدر فخر واعتزاز للمملكة حكومة وشعبا، ولم تبخل منذ تأسيسها على يد ــ المغفور له بإذن الله ــ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، ومرورا بأبنائه الملوك، بمال ولا جهد ولا وقت لتطوير مشاعرهم المقدسة بما ييسر عليهم قضاء النسك بسهولة وطمأنينة، وشهدت المدينة المنورة ومكة المكرمة والحرمان الشريفان تنمية لا تتوقف ومشاريع حيوية مستمرة منذ التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الزاهر، ولا يمكن أن تغيب عن المدينتين المقدستين عاما أو عامين، إلا وتجدهما مختلفتين بمشاريع جديدة لم ترها عينك في أي زيارة سابقة، ولعل آخر تلك المشاريع هو قطار الحرمين الذي دشنه الملك سلمان خلال الأسبوع الحالي، الذي لن يخدم ضيوف الرحمن فقط، بل سيسهم في تطوير منظومة النقل في المملكة بما يتوافق مع "رؤية السعودية 2030".
لم يكتف الملك سلمان ــ كما هو ديدنه ــ بالتقارير التي تصله من الجهات المسؤولة في كل ما يخدم البقاع المقدسة، بل يقف عليها بنفسه ويراها بعينه ويطلع عليها دون وسيط، فقد استقل قطار الحرمين من جدة إلى المدينة ليقف بنفسه على المشروع الحلم الذي أصبح واقعا وحقيقة، ويعد من أهم مشاريع النقل في الشرق الأوسط، ويعتبر امتدادا للهدايا التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن في كل عام وفي كل وقت، فمسيرة تطوير المشاعر المقدسة لا تتوقف وعجلة التنمية مستمرة، وفي كل عام ــ ونحن نعتقد أننا بلغنا الكمال في التطوير ــ تكون هناك مفاجأة جديدة وتنمية مستمرة في المشاعر المقدسة وفي كل المدن السعودية.
جعل أداء مناسك الحج أكثر سلاسة وسهولة لحجاج بيت الله الحرام هي استراتيجية سعودية وطنية شعبية، لم تحد عنها منذ تأسيسها ولن تحيد عنها ــ بحول الله ــ، ومن هنا تبذل الحكومات السعودية المتعاقبة الغالي والنفيس في هذا الشأن، وأنفقت من أجله المليارات من الريالات على مدى العقود التسعة الماضية، ساعية إلى إرضاء رب العباد ــ سبحانه وتعالى ــ لا سواه، ولم تفكر في يوم في العوائد أو ما قد تجنيه من شكر وامتنان دنيوي، بل هي تنفق بسخاء عرفانا وتقديرا للشرف الذي كرمها الله به عن سواها؛ ألا وهو خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم.