«العسة».. صافرة الليل وبدايات الأمن السعودي
عاد رجال العسة بصافراتهم وعصواتهم الغليظة لممارسة أعمالهم في قرية المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، مستذكرين ذلك الزمن الجميل أكثر من 70 عاما، حينما كانوا هم حراس الليل في كل مدن وقرى السعودية قديما، حيث كانت مهمتهم الطواف بالليل لتتبع اللصوص وأهل الفساد.
وجاءت عودة "العسة" في ساحات الجنادرية ليحكوا للأجيال دورهم سابقا كان يتمثل في الحفاظ على أمن الحي في ذلك الوقت، حيث كان يبدأ عملهم من بعد غروب الشمس حتى وقت الشروق، وكان كل منهم يحمل العصا والكشاف والصفارة فقط.
وتقوم فرفة "العسة" بمهام الشرطة، حيث تمثل البعد التاريخي للعسة في تقديم صورة واقعية عن الدور الذي كانت تقوم به قبل استحداث المنظومة الأمنية التي تعيشها السعودية.
ورصدت "الاقتصادية" حرص كثير من الزوار على التقاط الصور التذكارية مع أفراد العسة، وطرح تساؤلات على أفرادها عن مهام هذا الفريق، حيث حرص الأمن العام على تجسيد رجال العسة بالزي الرسمي نفسه المعتمد والمكون من بنطال وقميص وقاش وغترة باللون الزيتي ليميزهم عن غيرهم.
وقال إبراهيم العبد العزيز أحد كبار السن الذين لحقوا برجال العسة: "لا يختفي لحظة عن ذاكرةِ السعوديين مشهدُ رجلِ العسة وهيبتُه ووَقاره، فهو بالمرصاد متوثبٌ لكل قدم غريبة تجوبُ الحي في ساعة متأخرة من الليل، يبدأ باستيقاف صاحبِها وسؤاله وتمحيصِه حتى يطمئنَ ويُخلي سبيله، أو يحوّله إلى الجهة المختصة".
وأضاف: "أنه وعلى الرغم من أهمية رجل العسة في حماية الأحياء، إلا أنه لا يحمل أسلحة حماية متطورة آنذاك، لكنه مدجج بروح العمل الخالص ووسائلَ بدائية، تساعده على إتمام وظيفته، هم حراس الليل في كل مدن وقرى السعودية قديما، ومهمتهم الطواف بالليل لتتبع اللصوص وأهل الفساد، ودورهم سابقا كان يتمثل في الحفاظ على أمن الحي في ذلك الوقت، ويبدأ عملهم من بعد غروب الشمس حتى وقت الشروق، وكان كل منهم يحمل العصا والكشاف والصفارة فقط".