عيادات أسنان في المراكز الصحية
خطوة جميلة تلك التي قامت بها وزارة الصحة عبر تأمين 200 عربة عيادة أسنان متنقلة، بالتعاون مع وزارة التعليم، تهدف إلى خفض نسب تسوس الأسنان لدى طلاب المدارس عبر توعيتهم وتعزيز السلوكيات الصحية المرتبطة بصحة الفم والأسنان. وتلك العربات التي ستوجد في مناطق المملكة كافة لن تقتصر زيارتها على المدارس فقط، بل ستكون موجودة أيضا في الأسواق والمولات وأماكن التنزه، وسيتم من خلالها فحص الفم والأسنان مجانا.
لا شك أن الوقاية مهمة وخطوة وزارة الصحة التي دشنها وزيرها الدكتور توفيق الربيعة أمس الأول الإثنين، تعد من الإجراءات الضرورية في سبيل تحسين الصحة العامة للأفراد والمجتمع، ونتمنى أن يعقبها خطوات أخرى مشابهة، تسلط الضوء على السلوكيات الضارة بالصحة سواء الغذائية أو غيرها.
وعندما نشير إلى أهمية الوقاية التي قامت بها وزارة الصحة في جانب الأسنان ونشيد بالخطوات التي قامت بها، لا يعني ذلك أن نتغافل عن العلاج وأهميته، خاصة مع القصور الذي تعانيه المستشفيات الحكومية في عيادات الأسنان وقلتها، وهو الأمر الذي أسهم في طول مدة المواعيد التي تصل في بعض المستشفيات إلى سنوات وليس أشهرا، وهو أمر لا يمكن قبوله، خاصة أن آلام الأسنان لا تحتمل التأخير أكثر من ساعات، وهو الأمر الذي دفع المواطن إلى اللجوء للمراكز الأهلية رغم تكاليفها العالية.
بالأمس وفي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" دشن بعض النشطاء "هاشتاق" عبارة عن سؤال يقول "متى موعد أسنانك في الحكومي" في إشارة إلى مواعيد المستشفيات الحكومية، وقد تصدر الهاشتاق الترند لساعات وجاءت الردود مضحكة ومبكية في الوقت نفسه؛ فالجميع دون استثناء كتب عن معاناته من طول مدة المواعيد، بل إن البعض أشار إلى أنه لا يفكر في حجز موعد في المستشفى الحكومي؛ لأن ألم الأسنان لا يحتمل ولا يمكن تأجيله.
المشكلة أننا في السعودية لا ينقصنا الكادر الصحي في مجال الأسنان؛ فأطباء الأسنان العاطلون كثر ويعانون البطالة، والمراكز الصحية في كل حي موجودة، ويمكن حل المشكلة بتوفير عيادة أسنان بمستلزماتها كافة في تلك المراكز، بدلا من مراجعات المستشفيات، والبقاء في قائمة انتظارها الطويلة، ومن خلال تلك الخطوة نكون قد تعاملنا مع أمرين مهمين، ووضعنا لهما حلولا جذرية، ألا وهما توظيف السعوديين العاطلين من أطباء وممارسين صحيين، وإنهاء مشكلة الانتظار الطويلة.