علماء الآثار يكتشفون مقبرة «توتو» أقدم آثار البطالمة
أعلن علماء آثار أمس الأول اكتشاف مقبرة بحالة جيدة وعليها نقوش جميلة يعتقد أنها تعود إلى الفترة الأولى من العصر البطلمي قرب مدينة سوهاج في صعيد مصر، وفقا لـ"رويترز".
وأوضح مسؤولون أن المقبرة بنيت لرجل يدعى "توتو" وزوجته، وهي إحدى سبع مقابر اكتشفت في المنطقة في تشرين الأول (أكتوبر) عندما ضبطت السلطات مهربين يحفرون بشكل غير قانوني بحثا عن آثار.
وتحمل جدران المقبرة نقوشا تصور مواكب جنائزية وصورا لمالكها يعمل في الحقول إلى جانب سلسلة نسب أسرته مكتوبة باللغة الهيروغليفية، إذ وصف مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر المقبرة بأنها تتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية.
وأضاف وزيري أن المقبرة تتكون من بهو مركزي وغرفة دفن بها تابوتان حجريان وأن البهو ينقسم إلى قسمين، لافتا إلى أن النقوش تصور صاحب غرفة الدفن توتو، وهو يقدم ويتلقى الهدايا، فيما يُلاحظ الأمر نفسه بالنسبة لزوجته، تا شريت إيزيس، مع اختلاف يتمثل في وجود نصوص من كتاب الموتى.
وعرضت أيضا مومياءتان، إحداهما لامرأة يراوح عمرها بين 35 و50 عاما والأخرى لطفل عمره بين 12 و14 عاما، خارج غرفة الدفن في منطقة صحراوية قرب النيل على بعد نحو 390 كيلومترا جنوبي القاهرة، كما عثر على 50 حيوانا محنطا من بينها فئران وصقور.
يذكر أن حكم البطالمة استمر نحو ثلاثة قرون حتى الغزو الروماني سنة 30 قبل الميلاد، وهم عائلة من أصل مقدوني نزحت إلى مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م ، حيث تولى أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر وهو "بطليموس" حكم مصر.
واهتم بطليموس الأول ببناء مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر قبل مغادرته مصر في حملة عسكرية إلى بلاد الفرس وأفغانستان والهند، وجعل بطليموس الأول الإسكندرية عاصمة لمصر، ولا يعرف أين توجد مقبرة الإسكندر الأكبر حيث أصابته المنية خارج مصر.
وظلت أسرة بطليموس تحكم مصر حتى دخلها الرومان عام 30 ق.م، وآخر البطالمة كانت الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الـ15 (قيصرون)، إذ وصل نفوذ الدولة البطلمية إلى فلسطين، قبرص وشرق ليبيا، وقد عرفت ازدهارا خلال عهود بطليموس الأول وبطليموس الثاني وبطليموس الثالث.
وكون البطالمة ذوي أصول إغريقية لم يمنعهم من التشبع بالتقاليد والعادات المصرية، فمعمارهم مصري ومعابدهم مصرية وطريقة عيشهم مصرية، وساعد في ذلك تزاوجهم من المصريين. وجميع ملوك البطالمة حملوا اسم بطليموس، واتخذوا من الإسكندرية عاصمة لهم وظلت كذلك حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م عندما انتصر أكتافيوس على أنطونيوس وكليوباترا لتصبح مصر ولاية رومانية منذ هذا التاريخ.