جاك ويلش ونماذج القيادة الأربعة
حين قرر جاك ويلش الاستغناء عن مئات المخططين الاستراتيجيين في شركة جنرال إلكتريك الأمريكية التي أمضى فيها 20 عاما "1981 إلى 2001" لم يكن يدرك كثيرون أنه سيصنع واحدا من أهم النماذج الإدارية الناجحة في العالم، التي تدرس اليوم لكل المهتمين بالإدارة والقيادة فيما يعرف بنموذج "4E للقيادة".
كان لويلش الفضل في تحويل "جنرال إلكتريك" من شركة صغيرة إلى شركة عملاقة للخدمات والمنتجات الثقيلة. وتمكن بفلسفته الإدارية من زيادة قيمة الشركة إلى 30 ضعفا متحديا كل أطر العمل التقليدية فقفزت القيمة السوقية لـ"جنرال إلكتريك" من 12 مليار دولار في عام 1981 إلى 280 مليار دولار.
تمكن ويلش من تسريح مئات العمال غير المنتجين وتفكيك الهياكل المتداخلة للشركة مركزا على نماذج إدارية بسيطة غير معقدة، أما أكثر مقومات نجاحه بروزا كان انتقاءه وتطويره للقادة. يستمعون إلى العمال، واقتراحاتهم وتساؤلاتهم وشكاويهم ويتوافقون مع ثقافة الشركة التي تعتمد على الأداء عالي الجودة.
هؤلاء القادة الذين تمكنوا من إحراز نتائج عالية في اختبارات "4E" كانوا السبب الأول في تحقيق هدفه في الوصول بالشركة إلى القمة بين الشركات العالمية الأكثر شهرة.
أما العناصر الأربعة التي ركز عليها ويلش في نموذج اختيار القادة "4E"،
فكانت أولها "الطاقة" Energy:
يقول ويلش: إن هناك أفرادا يحبون أن يعملوا باستمرار ودون انقطاع، يعملون بطاقة غير محدودة، ينهضون كل صباح بحماسة شديدة لمتابعة أعمالهم، هؤلاء هم الذين يتحركون بسرعة 95 ميلا في الساعة في عالم سرعته 55 ميلا في الساعة ويمكن أن يحدثوا الفرق والتفوق لمصلحة المكان الذي يعملون فيه.
أما العنصر الثاني فكان "القدرة على تحفيز الأفراد" Energizers:
فهؤلاء القادة يعرفون كيف يحفزون الآخرين للإنجاز؛ يضعون الرؤية ويدفعون الأفراد إلى العمل بناء على هذه الرؤية ويعرفون كيف يحملون الآخرين على التفاعل ومنح الآخرين التقدير ولديهم الشجاعة في تحمل المسؤولية عند وقوع الخطأ بدلا من لوم الآخرين وتقريعهم.
أما العنصر الثالث فهو "روح التحدي والحزم" Edge:
فويلش كان يختار قادة يعرفون كيف يصنعون القرارات الصعبة، ولا يسمحون لدرجة الصعوبة مهما بلغت أن تقف حائلا بينهم وبين تحقيق أهدافهم.
أما العنصر الرابع للقادة الاستثنائيين في نموذج ويلش فهو "تنفيذيون يفعلون ما يقولون" Execute:
إن أفضل القادة هم أولئك الذين يعرفون كيف يحولون الطاقة والحماسة والتحدي إلى أفعال ونتائج، وقد بقي نموذج ويلش ملهما لكثير من القادة والباحثين والمهتمين بالإدارة وأضاف ويلش لاحقا لنموذجه "العاطفة" حيث يرى أن أفضل القادة هم أولئك الذين يمتلكون عاطفة قوية تجاه عملهم ومن حولهم. لتكمل العاطفة المقومات الأربعة التي وضعها.
وقد أضاف آخرون الكثير لنموذج ويلش، مثل "الاستقامة، الأمانة، قوة الشخصية وأخلاقيات العمل".