أنجري بيردز .. تعاون أعداء الأمس لمواجهة خطر اليوم
على الرغم من الانتقادات العديدة التي طالت عملية دبلجة الأفلام الأجنبية إلى اللغة العربية، مشددين على أنها تُفقد الأفلام كثيرا من روح الدعابة والفكاهة، محذرين من أنها لن تحقق نجاحا مقارنة باللغة الإنجليزية، كون الجمهور يحب سماع صوت الممثلين الأصلي، فضلا عن أن الترجمة قد تأخذ من روح النص الأصلي، فيفشل الفيلم ويعجز الجمهور عن التواصل مع الشخصيات، فما مدى صحة ذلك؟
في الواقع أثبتت اللغة العربية مكانتها في هوليوود بعد أن أدرك صناع السينما العالميون الجدوى الاقتصادية من إدخالها في إنتاجاتهم، وتبين لهم مدى مساهمتها في انتشار أفلامهم وبالتالي ارتفاع إيراداتها، ومن هذا المنطلق ارتفعت حماوة وطيس المنافسة بين شركات الإنتاج التي اندفعت نحو إطلاق نسخ عربية من أفلامها ولا سيما الأنيميشن منها، وفي هذا الصدد جاء الجزء الثاني من فيلم "الطيور الغاضبة".
على الرغم من أهمية الشخصية في التمثيل إلا أن الأداء الصوتي له دور بارز في نجاح الفيلم أيضا تماما كما حصل في النسخة العربية من فيلم الطيور الغاضبة 2 - Angry Bird 2 التي شارك فيها كل من اليوتيوبر الشهير أحمد النشيط الشهير بـ DVLZgames مع الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد.
الانتقام
تبدأ أحداث الجزء الثاني من فيلم الطيور الغاضبة عندما يحاول الملك "ليوناردو" ملك جزيرة الخنزير الانتقام من الطيور الغاضبة بعدما دمرت موطنه في معركة استعادة بيضهم منه، يكون هناك في هذه الأثناء "زيتا" الطائر الأرجواني الغامض، والمتعب من حياته في جزيرة جليدية نائية، ويهددهم جميعا بخططه الخاصة للغزو.
يختلف هذا الجزء عن قصة the angry birds الأصلية والموجودة كلعبة على الموبايل بالتعاون الموجود بين أعداء الأمس لمواجهة خطر أكبر وأهم، في حين إن الجزء السابق كانت الطيور تحارب طوال الوقت ضد الخنازير، فلقد كانت تحاول الخنازير الخضراء خداع الطيور وسرقة البيض، وتتمكن الطيور من الانتقام و استعادة البيض بمساعدة النسر الطائر الوحيد القادر على الطيران. في الجزء الأول يتم الحكم على ريد أحد الطيور في جزيرة الطيور بحضور جلسات ضبط النفس بسبب غضبه المفرط. يلتقي ريد كلا من بومب وتشوك تيرنس والمحاضرة ماتيلدا. بعد مرور عدة أيام تأتي مجموعة من الخنازير الخضراء على الجزيرة وتدعي أنها قادمة بسلام من أجل الاستكشاف فقط، يشك ريد في الأمر ونوايا الخنازير بعد توافد أعداد كبيرة من الخنازير إلى الجزيرة، لذلك يذهب هو وبومب وتشوك لإيجاد النسر العظيم كي يحمي الجزيرة. يفاجأ ريد عندما يجد النسر أصبح سمينا وغير قادر على فعل شيء، إلا أنه يتابع الجزيرة من خلال منظار، يرى ريد الخنازير من خلال المنظار تقوم بزرع المتفجرات في أنحاء الجزيرة، بينما توجد الطيور في حفلة أقامتها الخنازير.
تدمير قرية الطيور
يكتشف ريد أن الحفلة حيلة لسرقة البيض، لذلك يحاول أن يحذر بقية الطيور، إلا أن الخنازير تتمكن من الهرب مع البيض وتنفجر المتفجرات المزروعة فتدمر قرية الطيور بالكامل، يقوم ريد بإعداد جيش من الطيور للهجوم على الخنازير والانتقام منها واستعادة البيض، لذلك تبني الطيور قاربا وتبحر إلى جزيرة الخنازير ومعها مقلاع ضخم، تجد الطيور الخنازير تعيش في مدينة محاطة بالجدران العالية، لذلك تبدأ بقذف نفسها باستخدام المقلاع لتدمير السور، يحاول تيرنس أن يقذف بنفسه إلى داخل المدينة إلا أنه يتلف المقلاع بسبب الشد الكبير، في هذه الأثناء يتمكن كل من ريد وبومب وتشوك من الدخول إلى قلعة الخنازير ليجدوا البيض داخل غرفة الطبخ، حيث إن الخنازير تخطط لأكل البيض.
وصول النسر العظيم
في هذه اللحظة يصل النسر العظيم ليقوم بحمل البيض إلى خارج الجزيرة، إلا أن بيضة واحدة تسقط وتعود إلى داخل القلعة، يعود ريد لاستعادة البيضة فيجد ليونارد زعيم الخنازير، يستطيع ريد التغلب على ليونارد واستعادة البيضة، وبينما هو هارب يقوم بتفجير مخزون الخنازير من المتفجرات ما يؤدي إلى تدمير جزيرتهم بالكامل، خلال طريق العودة تفقس ثلاث بيضات وتخرج منها طيور ذات لون أزرق يطلق عليها البلوز. في نهاية الفيلم يُطلق لقب البطل على ريد ويُعاد بناء منزله داخل قرية الطيور، ويدعو كلا من بومب وتشوك إلى العيش معه.
إخراج مختلف
يختلف الجزء الثاني عن الجزء الأول في الإخراج، حيث ركز المخرج ثوروب فان أورمان على رسم الشخصيات وكرنفال الألوان الذي كان موجودا في كل مشهد، كما لعبت الموسيقى التصويرية دورا بارزا في نجاح الفيلم، فلقد كانت حماسية وجميلة، لكن القصة خففت من أهميته، فلقد جاءت مملة ولم يتم استغلالها بالشكل الصحيح.
التركيز على الشخصيات
ارتكز الفيلم على الشخصيات لتحقيق النجاح، ففي النسخة الإنجليزية قامت مغنية البوب الأمريكية نيكي ميناج بتأدية شخصية الطائر الغاضب بينكي، وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك نيكي ميناج بصوتها في فيلم "أنيميشن"، حيث قدمت في 2012 دور "ستيفي" في فيلم I ce Age: Continental Drift، أما النسخة العربية فلقد شارك فيها أحمد النشيط في أداء صوت أحد الطيور الغاضبة الشهيرة، وهو الطائر أليكس "أو لزقة"، وتعد هذه التجربة الأولى لأحمد في عالم السينما والأفلام، أما الشخصية الأبرز التي شاركت في النسخة العربية أيضا فهي شخصية الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، التي تؤدي دور الشخصية الرئيسة في الفيلم وهي ماتيلدا "سوكا في الفيلم العربي"، كما كان هناك دور بارز للشابة ماريتا الحلاني، ابنة النجم الشهير عاصي الحلاني.
تاريخ اللعبة
إن فيلم Angry Bird مقتبس من لعبة من إنتاج الشركة الفنلندية Rovio أطلقت في الشهر الأخير من عام 2009، وكان الظهور الأول لها على منصة "الآي فون"، وبعد أن بيع منها أكثر من 12 مليون نسخة من خلال متجر برامج أبل، أخذ المطورون يفكرون في الأجهزة الأخرى التي تدعم اللمس من غير أجهزة أبل، وبالفعل قاموا بعمل نسخ للعبة على عديد من المنصات وأنظمة التشغيل المختلفة، من بينها نظام أندرويد.
اشتقت فكرة اللعبة من الطيور عديمة الأجنحة التي تعايش معركتها مع تلك الخنازير التي سرقت بيضها، وتحولت من العيش في سلام إلى الرغبة في الانتقام، واللعبة تقدم لمستخدمها أنواعا جديدة من الطيور المحاربة التي تظهر عند التقدم في المراحل، لتصارع لبقائها، وتحافظ على نوعها من الانقراض.
يلتهم إيرادات شباك التذاكر ويحقق 47 مليون دولار
في الواقع تعد الإيرادات دليلا ساطعا على نجاح الأفلام المدبلجة بالعربي، وبمرور خاطف على الإيرادات المحققة لعديد من أفلام الأنيميشن المدبلج، نلحظ الجماهيرية الواسعة التي حققتها تلك الأفلام بعد دبلجتها، وهذا ما يمنحنا مؤشرا يشير إلى أن تلك الانتقادات المساقة سابقا تكاد تكون مغلوطة وغير دقيقة، وإن كانت تصح عند دبلجة أفلام عادية لشخصيات حقيقية، لكنها لا تصح إطلاقا فيما يتعلق بأفلام الأنيميشن لشخصيات كرتونية.
تضاعف نجاح كثير من الأفلام الأجنبية "الأنيميشن" بعد دبلجتها إلى اللغة العربية، وباتت أفلام مثل فيلم "إنتو ذا سبايدر فيرس"، من سلسلة أفلام سبايدرمان، بصوت الفنان المصري تامر حسني أشهر من صوت الفنان العالمي جايسون ديرولو، الذي قدم شخصية "بيتر باركر" في الفيلم الأصلي.
إيرادات جيدة
تصدر فيلم الرسوم المتحركة "Angry Birds 2" إيرادات شباك التذاكر في دور العرض العالمية، حيث استطاع أن يحقق إيرادات وصلت إلى 47 مليون دولار منذ طرحه يوم 13 أغسطس في دور العرض المختلفة حول العالم، وانقسمت الإيرادات إلى 17 مليون دولار في الولايات المتحدة، و30 مليون دولار حول العالم.