هل بات الوقت مناسبا لاقتناء هواتف الجيل الخامس؟
يتوقع كثير أن الجيل الخامس من شبكات الاتصالات 5G من شأنها تغير معالم حياة المستخدمين بسبب تأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي، حيث ستصبح خلال وقت قصير من تطبيقها بشكل أوسع بأهمية الكهرباء أو السيارات.
وقد بدأت الشركات المصنعة للأجهزة الذكية منذ مطلع العام الجاري بإطلاق هواتف داعمة لشبكات الجيل الخامس، التي لم تطبق فعليا على نطاق واسع، وهنا يأتي السؤال الأبرز، هل بات الوقت مناسبا لاقتناء هاتف داعم لشبكة الجيل الخامس؟
البنية التحتية والمنتجات المتوفرة
إن عدم امتلاك هاتف ذكي داعم لشبكات الجيل الخامس لا يعد مشكلة، وفي الوقت ذاته لا يعد امتلاك هذا النوع من الهواتف ميزة أيضا في الوقت الحالي، حيث لا تقتصر مشكلة الجيل الخامس على تكلفة الهواتف فحسب، بل تتعلق أيضا بالبنية التحتية ومجال التغطية المحدود وأجهزة المودم المنزلية الداعمة لها، فعلى الرغم من أن شركات تصنيع الهواتف تقدم مزاعم كبيرة حول التطبيقات الجديدة الثورية، فإن تغطية الجيل الخامس حاليا تقتصر على بعض الأحياء في عدد قليل من المدن على مستوى العالم.
وبينما لا يزال في إمكان هواتف الجيل الخامس العمل على الاتصال عبر شبكات الجيل الرابع، التي ستكون الشبكة الرئيسة في أغلبية الأوقات والأماكن، هل سيكون المستخدمون على استعداد لإنفاق مزيد من المال مقابل مزايا محدودة جدا، ولن يقوموا بالاستفادة منها إلا بعد فترة ليست بالقصيرة؟
تعتمد البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس على مجموعة من التقنيات اللاسلكية، التي تستخدم أجزاء مختلفة من الموجهات الهوائية، وتعمل شركات الاتصالات في العالم على تمييز شبكاتها لبيع هواتف 5G مصممة خصيصا لشبكتها لكن الهواتف الداعمة لأكثر من تردد أو نطاق من شبكات الجيل الخامس ستكون شائعة إلى حد ما بحلول العام المقبل، بحسب الخبراء في هذا المجال.
هواتف الجيل الخامس وأسعارها
وصفت شركة الأبحاث IDC عام 2019 بأنه عام تمهيدي في أحسن الأحوال، وذلك لأنها وبحسب تقاريرها تتوقع أن تشكل هواتف الجيل الخامس ما نسبته 9 في المائة فقط من الشحنات العالمية للعام المقبل وما نسبته 28 في المائة في عام 2023.
عمل عديد من الشركات، التي تعمل أجهزتها بنظام أندوريد على إطلاق هواتف داعمة للجيل الخامس، واعتمدتها كميزة تنافسية في هواتفها إلا أنه في المقابل، أضافت هذه التقنية بضع مئات من الدولارات إلى أسعار الهواتف.حيث تكلف الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الخامس ما لا يقل عن 1200 دولار.
وقد تكون هواتف الجيل الخامس في الوقت الحالي مخصصة للمستهلكين الرائدين، وأولئك الذين يرغبون في التضحية بأموال أكثر قليلا مقدما، ليكونوا أول المقتنيين للتقنية، التي لم تنضج بعد، إلا أن توقعات شركة التحليلات العالمية CCS Insight، ترى أن المستقبل القريب سيحجم الأسعار ويضيق الفجوة في أسعار هواتف الجيلين الرابع والخامس بحيث ستتحول ميزة دعم الجيل الخامس في الهواتف خلال الفترة المقبلة إلى أمر عادي شأنه شأن الواي فاي والبلوتوث وشاشة اللمس وتختفي من كونها ميزة تنافسية لتتحول إلى ميزة قياسية، وذلك مع زيادة أعداد الهواتف الداعمة لها.
وبالعودة إلى السؤال الرئيس وهو هل بات الوقت مناسبا لاقتناء هواتف الجيل الخامس؟ فإن الإجابة تعود إلى المستخدم فيما إذا كان يمكنه استخدام هاتفه الحالي لعام أو عامين آخرين، وذلك لأنه سيكون هناك كثير من هواتف الجيل الخامس أمام المستخدم للاختيار فيما بينها، بما في ذلك أجهزة آيفون والأجهزة العاملة بنظام أندرويد.
أما في حال كان المستخدم متعجلا ولا يستطيع الانتظار، فإنه في إمكانه شراء هاتف جديد داعم لشبكات الجيل الخامس الآن، فعلى الرغم من كون المستخدمين يعتمدون على شبكات الجيل الخامس، فإن الخبراء يقولون: "إن المستخدمين قد يشاهدون قفزات في سرعة هذه الشبكات في ظل تثبيت شركات الاتصالات للمعدات الجديدة للجيل الخامس، حيث تتوقع شركة أبحاث السوق IDC أن تهيمن على صفقات شراء الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الخامس بدلا من صفقات شراء الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الرابع الحالية على شريحة محدودة من المستخدمين".
مزايا الجيل الخامس للأعمال
أما بالنسبة لقطاع الأعمال، فقد قال جميل الأحمد، المدير الإقليمي للمملكة، في أوروبا لخدمات الاتصالات والبنى التحتية: "إن شبكات الجيل الخامس ستوفر اتصالات أسرع وأكثر موثوقية، واتصال إنترنت فائق السرعة؛ ما يعني الاعتماد أكثر على الخدمات السحابية، وإنشاء فئة جديدة من الأجهزة الإلكترونية، التي يمكنها تبادل البيانات والمعلومات بسرعة كافية لاتخاذ قرارات فورية".