روسيا تسير على خطى الصين في القارة السمراء .. محو ديون بـ 20 مليار دولار
وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم بمواصلة بلاده دعم الدول الإفريقية عبر محو ديونها، مؤكدا أن "المبلغ الإجمالي" يتخطى 20 مليار دولار.
ويشكل حذف الديون نقطة رئيسة على صعيد سياسة روسيا في إفريقيا، التي غالبا ما ترهن برامجها مع الدول المعنية بعقود تسليح.
وبحسب "الفرنسية"، أعلن بوتين عند افتتاحه أول قمة بين روسيا وإفريقيا في سوتشي (جنوب) أن بلاده تريد أن تضاعف مبادلاتها التجارية مع إفريقيا "كحد أدنى" في الأعوام الخمسة المقبلة.
وقال بوتين أمام عشرات رؤساء الدول والحكومات الأفارقة "نصدر حاليا ما قيمته 25 مليار دولار من المواد الغذائية وهو أكثر مما نصدره من الأسلحة، التي تشكل 15 مليار دولار".
وأضاف "نحن قادرون على مضاعفة هذه التبادلات كحد أدنى خلال الأعوام الأربعة أو الخمسة المقبلة".
وشدد الرئيس الروسي على إمكانات التنمية في القارة الإفريقية، مشيدا بالشركاء العديدين المحتملين، الذين يتمتعون بآفاق تنمية جيدة جدا وإمكان نمو كبير.
وتؤكد موسكو تنظيم "قمة روسيا- إفريقيا"، طموحاتها في قارة تراجعت فيها عقب انهيار الاتحاد السوفياتي بينما تقدم الصينيون والأوروبيون بفارق كبير.
وبحضور 43 مسؤولا إفريقيا وثلاثة آلاف مشارك، ارتدت المدينة التي استضافت عام 2014 الألعاب الأولمبية، حلة إفريقية لبضعة أيام.
وتطمح القمة رغم ذلك إلى الرد على "منتديات التعاون الصيني- الإفريقي" التي أتاحت لبكين التحول إلى الشريك الأول للقارة الإفريقية.
ويفترض أن تشهد القمة نقاشات تراوح بين "التكنولوجيات النووية في خدمة تنمية إفريقيا" و"المعادن الإفريقية من أجل شعوب إفريقيا".
والتقى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا نظيره الروسي، ورحب "بالعلاقة الرائعة التي تجمعنا منذ وقت طويل"، ورأى في قمة سوتشي "فرصة لتعزيز علاقاتنا".
وستعقد هذه القمة كل ثلاثة أعوام، وتكتسب أهميتها من واقع أن موسكو تحتاج إلى شركاء وأسواق بعد خمسة أعوام من العقوبات الغربية.
وفي غمرة التوتر المتصاعد مع الدول الغربية، تشكل القمة أيضا فرصة لموسكو لتظهر نفسها قوة ذات نفوذ عالمي في الشرق الأوسط.