الرياح تؤجج حرائق كاليفورنيا .. 940 ألف أمريكي بلا كهرباء
تتوقع شركة باسيفيك للغاز والكهرباء، وهي أكبر شركات القطاع في كاليفورنيا، انقطاع إمدادات الطاقة عن 940 ألف مستهلك، في إجراء احترازي ذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه قد يؤثر في قرابة مليوني شخص.
وبحسب "الفرنسية"، أظهرت خريطة نشرتها الشركة أن الانقطاعات ستؤثر في مناطق واسعة تمتد على مسافة 430 كلم شمال سان فرانسيسكو، إضافة إلى الجنوب والشرق.
وأفادت الشركة أنها ستضطر "لقطع الكهرباء من أجل السلامة لعدة ساعات قبل وصول الرياح، التي يتوقع أن تتسبب في أضرار".
وأضافت "تشكل رياح بهذا الحجم خطرا أكبر من حدوث أضرار وشرارات في منظومة الكهرباء واتساع رقعة حرائق الغابات بشكل سريع".
وتعرضت شركة باسيفيك للغاز والكهرباء لانتقادات شديدة بعدما انقطعت إمدادات الطاقة عن نحو 28 ألف مستهلك في مقاطعة سونوما هذا الأسبوع، لكن بعض خطوط نقل الطاقة عالية الجهد كانت لا تزال تعمل عندما اندلعت الحرائق.
واتهمت الشركة، التي طلبت حمايتها من الإفلاس هذا العام بالتسبب في عدة حرائق أخرى في الولاية خلال الأعوام الأخيرة.
وأعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حالة الطوارئ وندد بالشركة، قائلا إنها "حققت أرباحا على حساب أهالي كاليفورنيا لمدة طويلة".
وأضاف أنه أمر "مثير للغضب بشكل لا يوصف" بأن تتعرض ولاية مثل كاليفورنيا لانقطاعات في الكهرباء، داعيا لمحاسبة الشركة. وتسببت الرياح العاتية في اتساع رقعة حرائق الغابات، التي يشهدها شمال كاليفورنيا في ظل ظروف يتوقع أن تكون "غير مسبوقة"، وفق ما أعلنت السلطات أمس، بينما صدرت أوامر بإجلاء عشرات الآلاف وسط انقطاع الكهرباء في الولاية.
وبحسب "الفرنسية"، زادت الرياح، التي بلغت سرعتها 130 كلم في الساعة من اشتعال الحرائق، ما يشكل تهديدا لعشرات آلاف الأبنية، كما تسبب في احتراقها بشدة في أرض شديدة الانحدار شمال سان فرانسيسكو، وفق ما أفادت خدمة الأرصاد الوطنية.
وأصدر مكتب شرطة مقاطعة سونوما تحذيرا يأمر بإخلاء معظم أجزاء مدينة سانتا روزا، التي تعد نحو 180 ألف نسمة.
ودمرت الحرائق 77 مبنى بينهم 31 بناء سكنيا، بينما استدعي أكثر من 2800 إطفائي إلى المكان، بحسب جوناثان كوكس، المتحدث باسم جهاز الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.
وجاء في تغريدة لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية إن "هناك احتمالا بحدوث ظروف جوية غير مسبوقة تتسبب في الحرائق".
وأوضح ديفيد كينج، الخبير من خدمة الأرصاد الوطنية الأمريكية لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن "هذا بالتأكيد حدث نعده تاريخيا وشديد الخطورة.. ما يجعل من هذا الحدث كبيرا حقا هو الوقت الطويل الذي ستستمر هذه الرياح خلاله".
ويتوقع خبراء الأرصاد بأن تتواصل هذه الرياح، التي صدر تحذير بأعلى المستويات بشأنها حتى صباح اليوم.
وقال كوكس إن الحرائق، التي لم تتم السيطرة عليها إلا بنسبة 10 في المائة امتدت على مسافة 10500 هكتار.
وذكرت تينا تافاريس "70 عاما"، التي أجليت من منزلها في جيزرفيل لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، أنه "لا يمكنني تفسير الأمر. وكأنك تتعرض لزلزال كبير، الأرض تنشق، وتنظر أنت إليها ولا تعرف ما الذي يمكنك القيام به".
وتسبب خطر من النوع ذاته في أسوأ حرائق غابات شهدتها كاليفورنيا في تاريخها، حريق "كامب فاير" العام الماضي الذي أسفر عن مقتل 86 شخصا.
وفي جنوب الولاية، تم رفع معظم أوامر الإخلاء بعدما غادر عشرات الآلاف من السكان منازلهم قرب سانتا كلاريتا، شمال لوس أنجلوس بسبب حريق التهم أكثر من 1600 هكتار.
وأفاد مسؤولون أنهم عثروا على أشلاء بشرية في منطقة الحريق لكن السلطات توصلت إلى أن الوفاة لم تكن ناجمة عن الحريق، بحسب "لوس أنجلوس تايمز".
وتسبب الحريق في إغلاق جميع المدارس في المنطقة، إضافة إلى طريق سريع رئيس، ما تسبب في حالة فوضى مرورية.
وحارب النيران نحو 1325 عنصر إطفاء مدعومين جوا قرب المناطق المكتظة بالسكان.
واندلعت حرائق الغابات كذلك عبر الحدود في ولاية باها كاليفورنيا المكسيكية، حيث أفادت أجهزة الدفاع المدني المحلية الجمعة الماضي أن ثلاثة أشخاص قتلوا، ودمر أكثر من 150 منزلا.
وأشار أنتونيو روسكيلاس، مسؤول الدفاع المدني في الولاية، إلى أن مدينة تيكاتي المحاذية للحدود الأمريكية كانت الأكثر تأثرا.