شركة نادي الهلال للاستثمار
وافقت وزارة التجارة والاستثمار لنادي الهلال السعودي على تأسيس وتملك شركة استثمارية مقفلة "شركة شخص أو كيان واحد يملكها النادي فقط دون شركاء" ويبلغ رأسمالها 500 ألف ريال؛ ويتكون مجلس إدارتها من خمسة أشخاص على رأسهم فهد بن نافل رئيس النادي، وغرضها تسويق منتجات واسم النادي وشعاره دون الحاجة إلى شركة وسيطة.
ما قام به نادي الهلال يعد خطوة أولى وممتازة للاستفادة من اسم النادي وشهرته؛ التي هي رأس المال الحقيقي لأي ناد رياضي، ويتوقع أن تقلد أندية أخرى الهلال في الخطوة التي أقدم عليها ولا سيما لو نجحت بشكل لافت خلال الأعوام الأولى لإنشائها في الهلال.
بالتأكيد، شهرة النادي أصل غير ملموس ويصعب تقييمه بشكل عادل دائما، لكن بالنظر إلى وضع الأندية السعودية حاليا ففريق الهلال هو الأعلى شهرة والأكثر حضورا في البطولات والأمهر لاعبين وتتعاقب عليه إدارات جيدة تحظى بدعم مالي كبير من أعضاء الشرف؛ كما يحظى النادي بدعم جماهيري كبير ويتوقع إقبال جماهيره على شراء أي شيء تكون علامة واسم ناديهم المفضل فيه.
من يتابع واقع الأندية اليوم يجدها تحظى بحياة رغيدة ومعيشة سهلة هنيئة، فهيئة الرياضة تدعم كل الأندية وتدفع عنها تكاليف عقود اللاعبين الأجانب باهظة التكاليف، وهذا الوضع لن يستمر بالتأكيد، فلا بد من ساعة فطام للأندية وأن تعتمد على نفسها واستثماراتها بعد أن أعطتها الهيئة دعما كبيرا وأعادت لها جماهيرها للمدرجات بسبب سخونة الدوري ومهارات وقدرات اللاعبين الأجانب الذين تم استقطابهم خلال العامين الأخيرين.
في أبريل الماضي كتبت مقالة في هذه الصفحة عن تحول الأندية الرياضية عندنا إلى فيلة بيضاء White Elephant تأكل من المال العام دون أن تسهم بريال واحد في رفد الاقتصاد المحلي وموازنة الدولة، وطالبت بضرورة إنجاز ملف تخصيص الأندية، ويبدو أن الشركة الجديدة التي أنشأها فريق الهلال هي بداية حقيقية للعودة لفتح ملف التخصيص المعلق منذ ما يقارب 15 عاما؛ وبدأ الحديث عنه والتبشير بقربه خلال رئاسة الأمير سلطان بن فهد، مرورا بالأمير نواف بن فيصل، ثم الأمير عبدالله بن مساعد وبعده تركي آل الشيخ وليس انتهاء بالأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل اليوم دون أن ينجز في هذا الملف شيء يلفت النظر.
الشركة الاستثمارية التي أنشأها الهلال ستركز على الاستفادة من القيمة المالية والمعنوية لاسم النادي وشهرته، ومن المتوقع أن تدخل في شراكات واتفاقيات مع شركات البزنس المحلي العازفة كليا أو جزئيا اليوم عن الاستثمار في الرياضة لسبب أو لآخر.
عن الشركة الجديدة قال المتحدث الرسمي لوزارة التجارة والاستثمار: "تلقينا موافقة هيئة الرياضة على تأسيس شركة استثمارية مقفلة للهلال وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة"، وأضاف "الآن لا يحتاج الهلال إلى شركة وسيطة لتسويق واستثمار علامته التجارية، وسيتولى الجانب التجاري بشكل ذاتي".
بالطبع، استمرار دعم الأندية الرياضية من موازنة الحكومة أمر ليس مبررا، فالرياضة خصوصا كرة القدم تحولت إلى صناعة عالمية تدر الملايين بل المليارات على الأندية والدول، ويسهم فيها الأثرياء وتدعمها وترعاها الشركات الضخمة بعقود خيالية، بل أصبحت كرة القدم من أهم القطاعات الجاذبة للمستثمرين الأجانب في بلد مثل بريطانيا على سبيل المثال، فلا تكاد تمر فترة دون أن نقرأ عن تهافت مستثمرين، وبعضهم من منطقتنا على بريطانيا لشراء ناد رياضي.
ختاما، ملف التخصيص للرياضة السعودية ما إن يذكر حتى ينسى، وما إن تأتي قيادة جديدة للرياضة إلا وتعد بحله لكنها تذهب دون أن تنجز فيه شيئا، ولذا فالمأمول أن تكون شركة نادي الهلال للاستثمار هي البداية في حلحلة هذا الملف المتراكم، لتتحول الرياضة وأنديتها من فيلة بيضاء تعلف من الموازنة العامة إلى داعم لها كما هو الحال في بقية دول العالم، وسلامتكم.