إيران بعد رفع أسعار الوقود .. احتجاجات وفوضى في 53 مدينة
عمت حالة الفوضى في المدن الإيرانية أمس نتيجة الاحتجاجات على تقنين توزيع البنزين وزيادة أسعاره بواقع 50 في المائة على الأقل، في البلد الذي يرزح تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأمريكية.
واتسعت رقعة التظاهرات لتشمل 53 مدينة إيرانية، فيما قطع المحتجون شوارع رئيسة. ووفقا لـ"رويترز"، سقط قتيل جديد في مدينة سيرجان على يد قوات الأمن الإيرانية أمس،فيما أكدت أنباء أخرى سقوط قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين بعد أن أشعلت قرارات مجلس التنسيق الاقتصادي الغضب في أنحاء البلاد، حيث يواجه الإيرانيون ضغوطا اقتصادية منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
وزادت الحكومة الإيرانية سعر لتر البنزين العادي إلى 15 ألف ريال (0.13 سنت أمريكي) من عشرة آلاف ريال، على أن تكون الحصة الشهرية للسيارة الخاصة 60 لترا، وسيصبح سعر ما يزيد على الحصة 30 ألف ريال إيراني للتر.
وأفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود إلى 53 مدينة إيرانية، حيث عمد عدد من المحتجين، في طهران، إلى قطع "أوتوستراد همت"، و"أوتوستراد حكيم" عبر إطفاء محركات السيارات، بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود، كما أغلقوا أوتوستراد، الذي يعد أحد أكبر الطرق الرئیسة في العاصمة.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن محمد أبادي حاكم مدينة سيرجان بالإنابة: "قُتل شخص في سيرجان.. وسنحقق لمعرفة إن كان قد لقي حتفه على يد قوات الأمن، التي كانت تحاول إعادة الهدوء للمدينة".
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، أنه خلال الاحتجاجات "الشديدة" في سيرجان "هاجم الناس منشأة لتخزين الوقود وحاولوا إشعال النار فيها".
وإضافة إلى سيرجان، خرجت تظاهرات "متفرقة" ضد الإجراءات في عدة مدن بينها عبدان والأهواز وبندر عباس وبيرجند وغشساران وخرمشهر وماهشهر وشيراز.
وتسببت سياسة فرض "الحد الأقصى من الضغط"، التي تنتهجها واشنطن ضد إيران في آثار شديدة على عائدات النفط الإيرانية، وفاقمت الركود الاقتصادي وتهاوي قيمة العملة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الاحتجاجات مستمرة، وأظهرت مقاطع فيديو نشرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في عدة مدن في أنحاء مختلفة من البلاد التي يرى سكانها أن الوقود الرخيص حق لهم.
وأفاد الموقع الإلكتروني للتليفزيون الحكومي أن المتظاهرين أضرموا النار في مصرف في الأهواز، بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في بعض المدن.
وذكرت الوكالة الرسمية أن "بعض السائقين احتجوا على السعر الجديد للبنزين عبر إيقاف سياراتهم والتسبب في اختناقات مرورية".
وفي الغالب يتنقل الإيرانيون في المدن والبلدات بسيارات خاصة أو سيارات أجرة، ونقلت تقارير إعلامية عن الحكومة القول بأن تعريفات سيارات الأجرة ووسائل النقل العام لن يطرأ عليها تعديل.
ويشعر كثير من الإيرانيين بخيبة الأمل إزاء التخفيض الحاد في قيمة الريال وزيادة أسعار الخبز والأرز وسلع أخرى منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على البلاد.
وانخفض سعر الريال بشكل كبير مقابل الدولار وباتت نسبة التضخم في إيران تزيد على 40 في المائة، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد 9 في المائة هذا العام، وأن يعاني الركود في 2020.
ويأتي قرار رفع أسعار الوقود وتقنينه في فترة تحمل حساسية مع استعداد إيران لانتخابات تشريعية في شباط (فبراير).