وزير الصناعة : الاستثمار في صناعة المستقبل يتناسب مع التركيبة السكانية للمملكة
أكد وزير الصناعة أن المملكة تعيش تجربة تغيير المصانع الحالية بتعاون وزارات كثيرة وفي مقدمتها "الاتصالات". وقال بندر الخريف خلال كلمته في افتتاح "مؤتمر مصنع المستقبل" في العاصمة الرياض أن وزارة الصناعة ستكون نموذجا لوزارات المستقبل ونطلب النصح والمشورة من الجميع. وأضاف بندر الخريف : نبني تقنيات صناعة المستقبل التي ستضعنا بمصاف الدول المتقدمة في وقت أسرع مما. مؤكدا أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده تعيش حراكا وتغيير لم تشهده من قبل وعلينا اغتنام هذه الفرصة. مبينا أن الوزارة بحلتها الجديدة تعتبر الاستثمار في صناعة المستقبل ليس أمر حتمي فقط وإنما هذا النوع من التقنيات يتناسب مع التركيبة السكانية للمملكة.
وكانت قد انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر "مصنع المستقبل" الذي تنظمه الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" برعاية وحضور بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية والمهندس عبدالله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومشاركة أكثر من 350 جهة من داخل المملكة وخارجها وذلك بقاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية بالرياض.
ويحظى المؤتمر بمشاركة أكثر من 350 جهة منهم ما يزيد عن 280 مصنعا و 17 عارضا فضلا عن 21 متحدثا من القادة التقنيين والجهات الممكنة محليا وعالميا وعدد من المسؤولين التنفيذيين والخبراء وذلك لطرح رؤاهم حول تأثير الثورة الصناعية الرابعة على مستقبل القطاع الصناعي في السعودية. وبدأت الفعاليات بجولة لوزيري الصناعة والاتصالات على الأجنحة المشاركة في المعرض المصاحب مستمعين إلى شرح مفصل من قبل مسؤوليها حول أبرز التحوّلات التي تشهدها الجهات العارضة.
وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن قطاع الصناعة السعودي يسعى لمواكبة التغيرات التي تشهدها عمليات التصنيع على مستوى العالم حيث يسعى المصنعون إلى رفع معدلات الكفاءة الإنتاجية بتوظيف التكنولوجيا المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والروبوتات والواقع المعزز والواقع الافتراضي والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي. مضيفا أن هذه التغيرات تدخل في صلب الثورة الصناعية الرابعة والتصنيع الذكي الذي بات يدفع نحو زيادة حجم الاستثمارات في التقنيات الرقمية التي تسمح بإدارة ذاتية للمصانع وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات بشكل أفضل وهو ما يمثل فرصة لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة بحوالي 4.5 تريليون دولار إلى قطاع التصنيع العالمي سنويا.
وأفاد أن مؤتمر "مصنع المستقبل" يستهدف استعراض التجارب الدولية وتحسين مستوى المعرفة ومشاركة أفضل الممارسات والتوجهات العالمية لتحفيز القطاع الصناعي على التحوّل الرقمي وتبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة فضلا عن الجمع بين الأطراف الرئيسة في قطاع التصنيع في منصة واحدة. مبينا أن المملكة تستهدف من خلال رؤية المملكة 2030 تحقيق التنمية المستدامة بتنويع مصادر الدخل الوطني اعتمادا على الصناعة كخيار استراتيجي وهو ما يبدو جليا من تدشين ولي العهد برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) في يناير الماضي لتنمية 4 قطاعات رئيسة هي الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية بهدف تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومركز عالمي للخدمات اللوجستية في قطاعات النمو الواعدة.
وعدد وزير الصناعة والثروة المعدنية مزايا المؤتمر قائلا : يتيح للقطاع الصناعي فهم ديناميكية السوق المتغيرة وكيفية تطور القطاع ومسبباته، وأيضاً استيعاب التحول الرقمي الذي تمر به الصناعة والتعرف على التقنيات الناشئة في ضوء هذا التحول فضلا عن التعرف على أفضل الممارسات ودراسات الحالة وكيفية الاستفادة منها والتواصل والتفاعل مع الجهات الحكومية الممكنة لبرنامج الإنتاجية الوطني. واختتم الخريف كلمته مؤكدا أهمية مؤتمر "مصنع المستقبل" باعتباره خطوة أولى نحو عصر صناعي جديد تشهده المملكة، لافتاً إلى أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية ترى التغيرات المتسارعة في هياكل الاقتصاد العالمي ودوما ما تبادر وتستقطب كل ما من شأنه النهوض بالصناعة السعودية من أجل المساهمة في الارتقاء بالاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصادات المتقدمة.
من جهته قال المهندس خالد السالم مدير عام هيئة المدن الصناعية أن لدينا رؤية تشكل تحدي لقطاع التصنيع ونضع التحديات على عاتق القائمين في القطاع. مضيفا نعمل على توطين التكنولوجيا وسنحول الرؤية إلى واقع ملموس في القطاع الصناعي وأضاف مدير "مدن" خلال مشاركته في الموتمر من خلال جلسة حوار بعنوان "تحقيق الرؤية الصناعية - المبادرات والفرص والتحديات" ما نزال نحتاج مستثمرين في التكنولوجيا وندعوهم للاستثمار في هذا القطاع. مبينا أن القطاع الصناعي ككل لدينا يحتاج إلى كثير من المستثمرين ونرغب من خلال "مؤتمر مصنع المستقبل" في إطلاع المستثمرين على الفرص المتوفرة للاستثمار.
وأكد المهندس خالد السالم أن هيئة المدن الصناعية جزء من المنظومة الوزارية وسنستمر في العمل مع زملائنا في الجهات الحكومية الأخرى لنصل لهدفنا ونحقق الرؤية. مضيفا : المجالات الاستثمارية كثيرة في السعودية ونشجع المستثمرين المحليين لاغتنام على الفرص الواعدة. وشدد مدير عام "مدن" بأنه يجب علينا العمل بوقت أسرع وجهد أكبر .. وولي العهد من أكبر الداعمين لنا ويرغب بأن تكون المملكة ضمن أفضل 10 دول في العالم في 2030. ونحتاج من القطاع الخاص تقديم أحدث التقنيات بما ينعكس إيجابا على المستثمرين.
يذكر أن المؤتمر يتناول العديد من المحاور منها "كيف تصبح مصنعا ذكيا" و "رحلة التحول نحو مركز صناعي عالمي : المبادرات الحكومية في الثورة الصناعية الرابعة" و "تحقيق الرؤية الصناعية : المبادرات والفرص والتحديات" إضافة إلى محور "الأتمتة" والمهارات: هل سيتم استبدال العنصر البشري ؟" و "المدن الصناعية الذكية : إيجاد بيئة لمصانع المستقبل" وعدد من الجوانب الأخرى.
كما شاهد المشاركون في المؤتمر عرضا مرئيا حول المبادرات الحكومية المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة بالتركيز على برنامج الإنتاجية الوطني الذي أطلقته "مدن" لمساعدة المصانع على تحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية عبر وضع خطط تحول لتطبيق مبادئ التميز التشغيلي واعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على 100 مصنع قائم في المدن الصناعية التابعة لـ"مدن" لتصبح نموذجاً يُقتدى به بين المصنعين وذلك بالتكامل مع صندوق التنمية الصناعية السعودي ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إضافة إلى تسليط الضوء على بعض المستفيدين الأوائل من البرنامج الذين يسعون لتحويل مصانعهم باستخدام التقنيات الذكية.
وشهدت الفترة الصباحية جلستين حواريتين الأولى بعنوان "بناء مصنع المستقبل : تسخير الفرص والتصدي للتحديات" والثانية تناولت "تحقيق الرؤية الصناعية : المبادرات والفرص والتحديات" فضلا عن عرض تقديمي لشركة سيمنز Siemens بعنوان "بناء مصنع المستقبل بالاستعانة بالبيانات" وعرضا آخر قدمته شركة جنرال إلكتريك"GE Digital بعنوان" عالم من أجهزة الاستشعار : إنترنت الأشياء الصناعية في مصانع المستقبل".
وفي الأثناء أطلقت "مدن" وشركة "جي إي ديجيتال" رسميا دراسة حالة قامت بها الشركة حول برنامج الإنتاجية الوطني، حيث تسلّم المهندس خالد السالم مدير عام "مدن" نسخة من الدراسة قدمها له هشام بهكلي الرئيس التنفيذي في شركة جنرال إلكتريك"GE Digital السعودية والبحرين . وتهتم "مدن" منذ انطلاقتها في 2001 بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات إذ تٌشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة وقد تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198,8 مليون م² حتى الآن وتضم المدن الصناعية القائمة 3,474 مصنعا منتجا